هل فعلا قتلت الولايات المتحدة الظواهري وماذا يضيف قتل زعيم تنظيم القاعدة – جريدة مشوار ميديا
الأخبار

هل فعلا قتلت الولايات المتحدة الظواهري وماذا يضيف قتل زعيم تنظيم القاعدة

اثار  اعلان الرئيس الامريكي بايدن عن مقتل ايمن الظواهري الكثير من الشكوك والتساؤلات حول صحة الامر و ماذا يضيف قتل زعيم تنظيم القاعدة  أو بقائه على قيد الحياة، بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية الان. سوى ان الإدارة الامريكية أدخلت نفسها في مشكلة مع حركة طالبان التي تسيطر على أفغانستان وضربت مصداقية الاتفاق بينها وبين الحركة التي تم بواسطة وتنسيق مع قطر، والذي ينص على امتناع الولايات المتحدة عن شن غارات على أفغانستان مالم تتعرض لخطر داهم ومباشر. وطالما سارعت حركة طالبان للتنديد باستهداف الظواهري واعتبرته اعتداء على سيادة البلاد، فان ذاك الاتفاق المعروف باتفاق “الدوحة” بات على المحك وقد ينتهي من طرف حركة طالبان.
الاستنتاج المباشر لخلفية الاعلان هذه العملية يؤشر الى رغبة إدارة بايدن استعادة هيبتها وترميم صورتها بعد الانسحاب المذل والفوضوي من أفغانستان. والاستفادة من هذا الإنجاز امام خصومه مع اقتراب الانتخابات النصفية للكونغرس حيث تراجعت شعبية الرئيس بايدن، ما جعل اغلب الخبراء يتوقعون هزيمة بينة للحزب الديمقراطي في الانتخابات المقبلة.
ثمّة أجنحة للقاعدة وزعماء وقادة محليين في بلدان مختلفة مثل إفريقيا “في الساحل الافريقي في الصومال وجيبوتي” وجنوب شرق اسيا اكثر فعالية ونشاطا وتهديدا من ايمن الظواهري وفرع التنظيم في أفغانستان الذي فقد الكثير من فعاليته ونشاطه الخارجي واوقف كليا عمليات الاستهداف للمصالح الامريكية. لكن يبدو ان الإدارة الامريكية بحثت عن الرمزية والضجة الإعلامية وصورة النصر والانجاز، باعتبار ايمن الظواهري الزعيم الروحي للتنظيم العالمي، ومن القيادات التاريخية لتنظيم القاعدة. هذا الإنجاز قد يعتقد الرئيس بايدن بانه التعويض المعنوي عن فشل جولته في المنطقة. فقد حاول الرئيس بايدن انتزاع ورقة انجاز توسيع اتفاقات ابراهام وقطف ثمار دفع السعودية للتطبيع الكامل مع إسرائيل، لكن هذا لم يتم. وحاول انتزاع تنازلات من ايران لانجاز اتفاق جيد يقيد البرنامج النووي لإيران وفشل. وجد أخيرا الرئيس بايدن ما يعتقد انه ورقة يمكن استثمارها داخليا لتحسين موقع الحزب الديمقراطي.
ثمّة احتمال لتداعيات سلبية لهذا الاغتيال لزعيم القاعدة داخل أفغانستان وعلى حركة طالبان تحديدا. فالولايات المتحدة أولا خرقت اتفاق الدوحة الذي التزمت به حركة طالبان ومنعت فعليا أي تهديد للولايات المتحدة انطلاقا من الأراضي الأفغانية. وهذا سيكون محرج جدا لقيادة طالبان. وثانيا الولايات المتحدة غادرت كليا البلاد وليس لها سفارة أو قوات أو قواعد أو رجال استخبارات أمريكيين، ما يعني أن أمريكا حصلت على المعلومات الدقيقة عن مكان ايمن الظواهري من جهة محلية أفغانية عليمة وعلى اطلاع على مكان ووجود وتحرك زعيم القاعدة الظواهري، وهو ما سوف يلقي بظلال الشك داخل الأجنحة في حركة طالبان، وسوف يلقي مسؤولية على قيادة الحركة.
تنظيم القاعدة وفق التقديرات لن يكون قادرا على الرد العسكري واستهداف مصالح الولايات المتحدة للانتقام لاغتيال زعيمه، فليس خافيا أن التنظيم فقد الكثير من قدرته وفعاليته وقياداته التاريخية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى