نتنياهو يجتمع بحكومته في نفق تحت الأقصى وبن غفير يقتحم الاقصى… تحذيرات من إشعال حرب دينية

اجتمع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، بأعضاء حكومته في نفق تحت المسجد الأقصى المبارك، وذلك بعد ساعات قليلة من اقتحام أحد وزرائه باحات المسجد الشريف، وهو ما أثار إدانات واسعة، فلسطينية وعربية وإسلامية.
ونُقل عن نتنياهو قوله خلال الاجتماع “المعركة لا تزال مستمرة من أجل وحدة القدس”.
كما تحدث عن وضع حكومته التي تواجه احتجاجات داخلية واسعة بسبب مشروعه لتعديل النظام القضائي، وقال إنها يجب أن تستمر بتركيبتها الحالية “من أجل أمن إسرائيل ووحدة القدس”.
وفي تصريحاته أيضا، قال نتنياهو إن عقد جلسة الحكومة بهذا المكان يمثل رسالة للرد على الخطاب الأخير لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي أكد فيه أنه لا علاقة لغير المسلمين بالمسجد الأقصى.
و هذه ليست المرة الأولى التي تعقد فيها الحكومة الإسرائيلية جلستها داخل الأنفاق التي حفرها الاحتلال تحت البلدة القديمة والمسجد الأقصى.
وتاتي هذه الخطوة ضمن احتفالاتها بالذكرى الـ 56 لاحتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس عام 1967 وضمها إلى الشطر الغربي الذي احتلته عام 1948، وبدأت الاحتفالات الخميس الماضي بمسيرة المستوطنين التي شارك فيها وزراء بالحكومة وأعضاء بالكنيست (البرلمان الإسرائيلي) حيث اعتدى المستوطنون خلالها على الفلسطينيين بالبلدة القديمة ومنطقة باب العامود.

أنفاق حائط البراق
وهذه الجلسة لحكومة الاحتلال الإسرائيلية كانت محددة منذ عدة أيام لعقدها في أنفاق حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى، وهي جزء من شبكة أنفاق واسعة تضم 57 نفقا حفرها الاحتلال، وبعضها كان جزءا من قنوات المياه التاريخية في القدس. وأشارت صحيفة معاريف الإسرائيلية إلى أن الحكومة كانت قد عقدت اجتماعا مماثلا في هذه الأنفاق عام 2017.
بالسياق نفسه، قالت قناة “كان” التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن من المتوقع أن توافق الحكومة باجتماعها على زيادة ميزانية حفر الأنفاق وتطويرها “ضمن أمور أخرى لصالح التنقيب عن الآثار والحفاظ عليها وتحسين البنية التحتية في المنطقة”.
ويسعى نتنياهو إلى كسب بعض النقاط الداخلية، واستعادة شعبيّته المتراجعة، وحماية ائتلافه اليميني, من خلال سماحه باقتحام المسيرة للأحياء المقدسية في البلدة القديمة، وتحديداً باب العامود، وقيام المشاركين فيها بكلّ ما يحلو لهم، والتهديد باغتيال وقتل مَن يحاول التشويش على المسيرة أو عرقلتها.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) -اليوم الأحد- بأن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قاد اقتحام عشرات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، في وقت تتواصل الإدانات الفلسطينية والعربية.
ونقلت “وفا” عن مصادر أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم، وأدوا طقوسا تلمودية بالمنطقة الشرقية منه، وقبالة قبة الصخرة.
وقد أشارت الوكالة الفلسطينية الرسمية إلى أن هذه المرة الثانية -منذ توليه منصب وزارة الأمن القومي- يقتحم المتطرف بن غفير باحات المسجد الأقصى، حيث وصل في ساعات الصباح الباكر إلى ساحة البراق.
في الأثناء، نشر وزير الأمن القومي الإسرائيلي صورة -عبر تويتر- خلال وجوده في الأقصى، قائلا “تهديدات حماس لن تردعنا”.
وقالت “وفا” إن عناصر من شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة انتشروا في المكان، وقاموا بإبعاد المصلين والمرابطين عن مسار اقتحامات بن غفير والمستوطنين للمسجد الشريف.
تنديد فلسطيني
وفي ردود الفعل على اجتماع الحكومة الإسرائيلية، قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم في بيان إن هذه الخطوة تعد تصعيدا خطيرا “للحرب الدينية التي يشنها الاحتلال على المدينة المقدسة”.
وأضاف قاسم “هذه الخطوات محاولة لتزوير هوية مدينة القدس، وهو ما يشكل عدوانا صارخا على شعبنا وأمتنا”.
وفي وقت سابق اليوم، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ساحات المسجد الأقصى برفقة مجموعة من المستوطنين وبحماية شرطة الاحتلال، وقال “نحن أصحاب القدس”.
ومن جانبها نددت القوى الفلسطينية ودول عربية وإسلامية عدة باقتحام بن غفير المسجد الأقصى، وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني إن دخول الوزير الإسرائيلي “في ساعة مبكرة مثل اللصوص إلى ساحة المسجد الأقصى لن يغير من الواقع ولن يفرض سيادة إسرائيلية عليه”.