محكمة امريكية تدين حفتر بارتكاب جرائم حرب

خسر المشير الليبي خليفة حفتر الذي يحمل ,جنسية مزدوجة ,الجمعة معركة في الحرب القضائية التي يخوضها ضده في الولايات المتحدة مواطنون ليبيون يتهمونه بارتكاب عمليات تعذيب وإعدام خارج نطاق القضاء.
واعتبر قاض فدرالي أن حفتر لم يتعاون مع القضاء وبالتالي يمكن إدانته لدفع تعويضات للمدعين.
ولا يزال بإمكان حفتر استئناف هذا القرار وسيستغرق الأمر جلسات أخرى لتحديد مبلغ التعويضات، لكن هذا القرار يمثل انتكاسة كبيرة لحفتر.
وقال فيصل جيل، أحد المحامين الذين يقفون وراء هذه الدعوى، في بيان له “انتصرت العدالة، وسيتعين على حفتر أن يحاسب على جرائم الحرب التي ارتكبها”.
وفي عامي 2019 و2020، تقدمت عائلات ليبية بشكوى مدنية ضد حفتر الذي تحمله المسؤولية عن مقتل أقارب لها راحوا ضحايا تفجيرات.
وكتبت العائلات في ذلك الوقت أن حفتر، بصفته قائدا لـ”الجيش الوطني الليبي”، قد “شارك في حرب عشوائية ضد الشعب الليبي: قتل الكثير من الرجال والنساء والأطفال في عمليات قصف وعذب مدنيين آخرين”.
واستندت هذه العائلات في طلبها هذا، إلى قانون أمريكي يعود لعام 1991، هو “قانون حماية ضحايا التعذيب” الذي يتيح مقاضاة أي شخص يحمل صفة رسمية في دولة أجنبية، ارتكب أعمال تعذيب و/أو عمليات إعدام خارج نطاق القضاء.
وكان القضاء الأمريكي جمد الملف قبل الانتخابات الليبية التي كان مقررا إجراؤها في ديسمبر 2021، حتى لا يؤثر ذلك على الاقتراع. وبما أن هذه الانتخابات لم تجر، فقد استؤنفت القضية رغم أن حفتر حاول التمسك بحصانة لرئيس الدولة.
وعلى الرغم من صبغة “رجل موسكو” التي وصم بها، والمتجذرة بقوة في مجتمع الخبراء الغربيين، فإن المصالح العملية الرئيسية للمشير تتركز في الولايات المتحدة.
يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن الثقل الدولي لحفتر، على الرغم من محاولاته المتكررة ممارسة ضغوط عسكرية على خصومه في معسكر غرب ليبيا، كان يمكن أن ينمو بشكل كبير في الأشهر الأخيرة. على الأقل، لأن استئناف صادرات النفط الليبي، الذي عرقله أنصار الجيش الوطني الليبي مرارا، حدث بنتيجة اتفاقات سياسية بينه وبين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة. المؤسسة الوطنية للنفط في البلاد تريد الوصول إلى رقم 1.2 مليون برميل في اليوم، بحلول أغسطس. وقد كان رفع الحصار أحد المتطلبات الأساسية للدول الغربية، وفي المقام الأول الولايات المتحدة.
انطلاقا من ذلك، فإن احتمال صدور حكم غيابي ضد حفتر، بناء على تغيبه المنهجي عن الجلسات، سيشكل مصدر إزعاج إضافيا في اتصالاته المستمرة مع الغرب، ويغري أنصار المشير الليبيين، مرة أخرى، باستخدام أدوات ضغط غير متكافئة على الغرب، بما في ذلك عبر النفط.
المصدر: أ ف ب