لاول مرة الرئيس عباس يُطلق حملة دبلوماسية دولية لكشف جرائم إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين

أعلنت لجنة الطوارىء الوطنية العليا للحركة الأسيرة الفلسطينية، في بيان، الدخول في مرحلة جديدة من مراحل المواجهة مع الاحتلال، وذلك عبر الإعلان رسميّاً وفي السجون كافة، غداً الأحد، حلّ التنظيم، في “خطوة تمرّد على السجان وقراراته بأعلى درجاته، كمرحلة أخيرة، قبل الشروع في الإضراب المفتوح عن الطعام، والذي تمّ تحديد موعده من قبل اللجنة”.
وأوضحت اللجنة، في البيان، أنّ هذه الخطوات اتخذت “بعد تعنّت الاحتلال في التراجع عن قراراته المتعلقة بالنقل التعسفي، وذلك للتغطية على فشله الذريع في عملية نفق الحرية العام الماضي”.
وأكّد البيان أنّ البرنامج النضالي “سيتصاعد يوماً بعد يوم، وسيبدأ، غداً الأحد، من خلال الدخول في مرحلة حلّ التنظيم، من دون التوقف حتى تحقيق المطالب”، مؤكدةً استمرارها حتى “حال الدخول في الإضراب العام عن الطعام”.
وكشف بيان اللجنة أنّه “سيتم الشروع في الإضراب المفتوح عن الطعام في دفعته الأولى والمكونة من 1000 أسير، يوم الخميس، في الأول من شهر أيلول/سبتمبر، والذي سيتم رفده بأفواج أخرى وفق آلية متفق عليها ومنظمة من قبل لجنة الطوارئ”.
ودعا البيان جماهير الشعب الفلسطيني إلى “الوقوف إلى جانب أبنائهم الأسرى، وذلك من خلال الوقفات أمام المؤسسات الدولية، وكذلك من خلال التوجه إلى نقاط التماس مع العدو”، مشيراً إلى أنّ “جبهة الإسناد الخارجية إن لم تكن أكثر أهمية، فهي على الأقل توازي في أهميتها خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام داخل قلاع الأسر”.
وتوجهت اللجنة بالتحية إلى الأسير خليل عواودة، الذي تجاوز يومه الـ 168 في الإضراب المفتوح عن الطعام، مطالبةً “بإنهاء اعتقاله الإداري بعد تنصل الاحتلال من التزاماته، بإطلاق سراحه أكثر من مرة وأمام أكثر من جهة، ليؤكد الاحتلال بذلك سلوكه القائم على نقض العهود والالتزامات”.
وقالت الرئاسة الفلسطينية اليوم السبت، إن الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل يتعرضون لحملة قمع غير مسبوقة، معلنة إطلاق تحرك دبلوماسي لحشد الدعم الدولي لقضيتهم.
وصرح الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، بأن الرئيس محمود عباس “يتابع باهتمام وقلق شديدين ما يتعرض له أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال الإسرائيلي من حملة قمع غير مسبوقة”.
وقال أبو ردينة إن عباس “يؤكد أن هذا الموضوع (ملف الأسرى) يقع على رأس أولوياتنا وبأننا لن نسمح بالتعامل مع هؤلاء الأبطال بهذه الطريقة التي لا تمت للإنسانية بصلة”.
وأضاف أن عباس “وجه كافة سفرائنا حول العالم وتحديدا في المنظمات الدولية بالبدء بحملة تحرك واسعة للكشف عن الجرائم المرتكبة بحق أسرانا المنافية لأبسط حقوق الانسان وللقوانين الدولية كافة”.
يأتي ذلك فيما قال نادي الأسير الفلسطيني إن الأسرى في سجون إسرائيل سيعلنون غدا حل الهيئات التنظيمية في كافة السجون كجزء من خطواتهم الاحتجاجية على إدارة السجون الإسرائيلية.
وذكر نادي الأسير أن حل الهيئات التنظيمية يعني أن تصبح إدارة السجون مجبرة على التعامل مع الأسرى كأفراد، وليس كتنظيمات، وذلك بعد تعرضهم لسلسلة عقوبات من إدارة السجون.
من جانبها ، ذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير، أن مستجدات طارئة شهدتها السجون الإسرائيلية أمس، تمثلت بتواجد لوحدات القمع بأعداد كثيفة على مداخل العديد من السجون، وتحركات مكثفة لإدارة السجون واستخباراتها بين الأقسام في السجون.
وبحسب الهيئة امتنع الأسرى يوم الأربعاء الماضي، عن الخروج “للفحص الأمني”، وأعادوا وجبات الطعام، كخطوة احتجاجية بعد “تنصل” إدارة السجون من التفاهمات المبرمة في آذار/مارس الماضي.
وأوضحت أن الأسرى يهددون بإعلان إضراب مفتوح عن الطعام تشارك فيه كافة الفصائل في السجون للمطالبة بالتزام إدارة السجون بتحسين ظروف احتجازهم.
وتعتقل إسرائيل زهاء 4500 أسير فلسطيني من بينهم 31 سيدة ونحو 175 قاصرا بينهم طفلة، وأكثر من 700 معتقل إداري بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية.
في السياق ، يواصل الأسير الفلسطيني خليل عواودة 40/ عاما/ من الخليل جنوب الضفة الغربية، إضرابه عن الطعام لليوم الـ168 رفضا لاعتقاله الإداري، في ظل تدهور خطير على وضعه الصحي.
وكانت محامية المعتقل عواودة أكدت أنه لن يعلق إضرابه المفتوح عن الطعام، حتى الاستجابة لمطلبه بإلغاء اعتقاله الإداري والإفراج عنه، محذرة من خطورة وضعه الصحي.