عمران خان: الحكومة تخطط لسجني حتى لا أتمكن من المنافسة في الانتخابات

قال رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، اليوم السبت، إنّ هناك خطة لاعتقاله، مؤكّداً أنّ الحكومة لا تسعى إلى محاكمته وإنّما إلى وضعه في السجن.
وأضاف خان، في تغريدةٍ عبر تويتر قبيل مثوله أمام المحكمة الابتدائية في إسلام أباد، أنّ رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف يخطط لاعتقاله حتى لا يتمكن من المنافسة في الانتخابات.
وكتب خان: “من الواضح الآن أنّ حكومة الحركة الشعبية الديمقراطية تريد اعتقالي على الرغم من الإفراج بكفالة من المحكمة في جميع القضايا. على الرغم من كل حقدهم، سأذهب إلى إسلام أباد للمثول أمام المحكمة لأنني أؤمن بسيادة القانون”.
وقال مسؤولون في الحزب السياسي الذي يتزعمه خان إنّ “الشرطة دخلت منزله في لاهور اليوم أثناء مثوله أمام المحكمة في العاصمة إسلام أباد”.
وفي تغريدة عبر تويتر، قال عمران خان: “شرطة البنجاب قادت هجوماً على منزلي في حديقة زمان حيث تعيش بشرى بيجوم وحدها”، متسائلاً: “تحت أي قانون يفعلون هذا؟”.
وأكّد أنّ “هذا جزء من خطة لندن حيث تم التعهد بإحضار الهارب نواز شريف إلى السلطة كمقابل للموافقة على تعيين واحد”.
وفي السياق، نقلت وكالة “رويترز” عن رئيس الوزراء الباكستاني قوله إنّه سيكون هناك رد فعل قوي جداً في أنحاء البلاد على أي محاولة لاعتقاله أو قتله.
ويمثل رئيس الوزراء الباكستاني السابق أمام المحكمة اليوم السبت. وأوضح محامي خان، أزهر صدّيقي، أنّه بعد مغادرة خان المحكمة العليا في لاهور، سيمثل أمام المحكمة الابتدائية في إسلام أباد.
يأتي ذلك فيما علّقت المحكمة العليا موقتاً أوامر القبض على خان، في وقت أثارت فيه محاولات اعتقاله اشتباكاتٍ ضاريةً مع أنصاره استخدمت خلالها الشرطة مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وتحصّن العشرات من مؤيدي خان في منزله أمس الجمعة لحمايته، فيما انتظر خان سماع حكم قضائي قد يسمح لقوات الأمن ببدء عملية إلقاء القبض عليه لتغيّبه عن جلسة المحكمة.
وأصدرت محكمة في إسلام آباد مذكّرة الاعتقال عندما تغيَّب خان (70 عاماً) عن المثول أمامها لمواجهة اتهامات مفادها أنه “باع من دون وجه حق هدايا حكومية” منحتها إياه شخصيات أجنبية عندما كان رئيساً للوزراء من عام 2018 إلى عام 2022.
وبعد البلبلة، وبين تأجيل ورفض، توجّه رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان إلى المحكمة، كي يمثل أمامها، في ظل قضايا مرفوعة ضدّه، وهجوم الشرطة على منزله لاعتقاله الأربعاء، وفشلوا في ذلك بعد تصدّي أنصار خان لهم، وانسحبوا من المكان.
عمران خان، فضّل فيما يبدو أن يقطع الطريق على حكومة شهباز شريف، والتي قالت بأنه يرفض الامتثال للقضاء، ويبحث عن القلاقل، والبلبلة، وعدم الاستقرار، وتوجّه بنفسه السبت لساحة مبنى المحكمة، واللافت مصحوباً بأعداد مهولة من أنصاره، كي يمثل أمام القضاء.
ووسط مخاوف من اعتقاله، ثم تغييبه، أو اغتياله، حضر أنصاره بأعداد كثيفة، اضطرت الشرطة على إثر ذلك الاشتباك معهم، ورموا قنابل مُسيّلة للدموع، وهذه الاشتباكات حالت دون دخول خان المحكمة.
وعليه أضطرّت المحكمة بقبول تحضير خان إلى المحكمة وهو في السيّارة، ما حال من عدم تمكّن الشرطة من اعتقاله، حتى النظر في الجلسة القادمة، ما يعني أن أنصار خان أمّنوا له الحماية من الاعتقال، ومخاوف ما يترتّب عليه لاحقاً.
الشرطة الباكستانيّة، يبدو أنها استغلت خلو منزل خان في لاهور وعدم تواجده وأنصاره فيه، واقتحمت منزله، وادّعت مُصاردتها منه مشروبات كحوليّة، وأسلحة، وأجرت عمليّات تفتيش واسعة في منزله، بل وقال وزير الداخلية الباكستاني رانا ثناء الله بأن منزل عمران خان في لاهور مصنع لصناعة القنابل.
هذه مُحاولة يراها مُعلّقون لتشويه صورة خان أمام الشعب الباكستاني “المُسلم” الذي يرفض دينيّاً المشروبات الكحوليّة، ولفت نشطاء بأن القوارير التي جرت مُصادرتها من منزل خان مُشابهة تماماً لأشهر شراب شعير في باكستان (خالٍ من الكحول)، كما أكّدت شهادة صحفيين كانوا في منزله خلو منزل خان من الأسلحة.
القيادي في حزب الإنصاف فؤاد تشوهدري من جهته أكّد أن الشرطة صادرت كل شيء من منزل خان، حتى العصيرات ومحتويات الثلاجة، حتى البساكيت، بل وأخذت الأموال من العاملين وحتى ساعاتهم لم تتركها.
ينتظر أنصار خان وحزبه “الإنصاف” تعليمات الأخير ببدء مُظاهرات في عُموم باكستان ردًّا على ما حصل معه اليوم، في المُقابل يُحذّر البعض من أن يجري استغلال ترويج مُصادرة سلاح من منزل خان للتحريض على اعتقاله بتهمة الإرهاب، والتحريض على الدولة والجيش.
العين ترقب بكُل حال خطوة خان القادمة، وهو الآن سيُعاين مدى الأضرار التي لحقت في منزله بعد اقتحامه، والمُسوّغات القانونيّة التي سمحت بتفتيشه، وبعدها لكُل حادث حديث.