بعد أن أفرغ ما بجعبته عن نفط الإمارات والسعودية.. مرافقة الرئيس الأمريكي تمنع ماكرون من إكمال حديثه

تقدم معتذرا من الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي بدا عليه التعب والإرهاق وثقل العمر، وشرع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يخبره خلال قمة مجموعة السبع أن الإمارات والسعودية من غير المرجح أن تتمكنا من مساعدة الغرب على زيادة إنتاج النفط..
بالمقابل ظهر بايدن في المشهد وهو يرفع رأسه بتثاقل، فيما يحاول ماكرون بحماسة إبلاغه بالتطورات، ممسكا به تارة ومعترضا طريقه تارة أخرى، فيما الرئيس الامريكي لا يبدو عليه أن الأمر يعنيه.
وفي اللحظات الأخيرة بعد أن استوقف ماكرون بايدن وسد الطريق أمامه ليفضي له بما تبقى في جعبته، تناهت ملاحظات من مرافقي الرئيس الأمريكي بأن بايدن عليه أن يمضي إلى حال سبيله، فما كان من الرئيس الفرنسي إلا ترديد عبارة أوكي أوكي.
ولحق ماكرون بالرئيس الأمريكي جو بايدن خلال تنقلهما على هامش قمة مجموعة السبع التي ترأسها ألمانيا في الفترة من 26 إلى 28 يونيو في بافاريا ليقول له:
ماكرون: انتظر يا جو! اعذرني.. هذا مستشارك أليس كذلك؟ (في إشارة إلى جيك سوليفان مستشار الامن القومي الأمريكي)
بايدن: نعم
ماكرون: أريد الحديث عن طلب زيادة إنتاج النفط.. لقد تحدثت للتو مع رئيس الإمارات العربية المتحدة فقال لي شيئين: الأول – نحن الآن في حدود قدراتنا القصوى لإنتاج النفط.. هذا ما زعمه. وثانيا – السعوديون بإمكانهم ربما زيادة إنتاج النفط بحدود 150 ألف برميل في اليوم وربما أكثر قليلا.. من الآن وحتى 6 أشهر. وأخيرا – ماذا علينا أن نفعل بالنسبة للنفط والغاز الروسيين؟
وكان إيفان إيلاند، الباحث البارز في معهد إندبندنت قد ذكر في مقالة لصحيفة ناشيونال إنترست، أن الولايات المتحدة مستعدة للانصياع للسعودية من أجل خفض أسعار النفط، لكن هذا بالنسبة لبايدن لا يعني إلا إذلالا لا معنى له.
فهل أفضى ماكرون كل ما بجعبته لبايدن؟
واختلفت ردود الأفعال الغربية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” حول هذا الموضوع، فمنهم من قال إن هذا هو دليل آخر على أنهم لم يفكروا قبل أن يحرضوا على الحرب في أوكرانيا، والبعض وصف الضياع الكامل والارتباك الكامل للرئيسين وتخبط الغرب، وآخرون قالوا إذا لم يتصرف بايدن ويقوم بتحرير ورفع انتاج الطاقة في بلاده أو البحث عن مصادر أخرى للنفط، فإنه سيؤدي إلى زعزعة مكانة أمريكا كزعيم للعالم.
ولفت البعض إلى أن الغرب بات يدرك مدى هول أزمة الطاقة، وبمجرد الحديث عن النفط الروسي تقطع المكالمة من قبل مستشار بايدن ومرافقيه: “يبدو أن ماكرون أدرك أخيرا أنه لا يوجد سوبر ماركت به ملايين براميل النفط موضوعة على الرفوف في انتظار شرائه”.
على صعيد متصل توصل قادة دول G7 إلى اتفاق بشأن وضع حد لسعر النفط الروسي المستورد في المستقبل.
ووفقا لما ذكرته وسائل الاعلام فإنه سيتعين الآن على دول مجموعة السبع اتخاذ إجراءات محددة حول كيفية تنفيذ هذا الاتفاق.
واقترحت فرنسا وضع سقف لسعر النفط للمنتجين الآخرين لكن الاقتراح لقي معارضة من قبل الولايات المتحدة وألمانيا.
وجاء في تقرير لصحيفة “بوليتيكو”: “اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فرض قيود ليس فقط على سعر النفط الروسي، ولكن أيضا على سعر النفط من منتجين آخرين، لكن الولايات المتحدة وألمانيا عارضتا مثل هذا الإجراء ما دفع فرنسا للتخلي عن هذه المبادرة”.
وأوضحت الصحيفة أن الاتفاق على تحديد السعر للنفط الروسي جاء على خلفية القلق في الدول الغربية بسبب حقيقة أن الحظر المفروض على النفط الروسي من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أدى فقط إلى زيادة أسعار الذهب الأسود في العالم.
وأضافت أن قادة دول مجموعة السبع الكبار يمكن أن يعملوا مع مشترين آخرين للنفط بهدف خفض الأسعار.
وفي وقت سابق، أشارت وسائل إعلام إلى أن قادة مجموعة السبع الكبار كانوا بصدد مناقشة اقتراح أمريكي حول أن مشتري النفط أنفسهم يحددون السعر الأقصى الذي يرغبون في دفعه مقابل الخام.
وقالت وكالة “بلومبرغ”، نقلا عن مصادر، أمس الثلاثاء، إن قادة دول مجموعة السبع سيوجهون الوزارات المعنية لدراسة إمكانية فرض سقف سعر على شراء الغاز الروسي.
العملة الروسية تصعد أمام اليورو والدولار إلى أعلى مستوى في نحو 7 سنوات
تواصل العملة الروسية تعزيز مواقعها أمام العملتين الأمريكية والأوروبية، وجرى تداول الدولار دون مستوى 53 روبلا واليورو دون عتبة 56 روبلا وذلك للمرة الأولى من أبريل 2015.
وبحلول الساعة 15:10 بتوقيت موسكو، تراجع سعر صرف الدولار بواقع 66 كوبيكا (الروبل = 100 كوبيك) إلى 52.72 روبل.
فيما انخفض سعر صرف اليورو بواقع 67 كوبيكا إلى 55.62 روبل، وفقا لبيانات بورصة موسكو.
وبذلك تكون العملة الروسية قد بلغت هذا المستوى للمرة الأولى منذ أبريل 2015 أي في نحو 7 أعوام