الفنانة الكويتية شمس تثير الجدل بزيارتها كيان الاحتلال.. بينما الفنانة الامريكية جينا أورتيغا تعادي السامية لدعمها تحرير فلسطين

خالد الجيوسي:
لم تذهب الفنانة الكويتيّة شمس إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي في زيارةٍ جدليّة لغايات التطبيع، هذا ما تقوله الأخيرة في استعراض أسباب زيارتها للكيان، ولكن نظرة الكويتيين الشعبيّة لهذه الزيارة، لم تُقابل إلا بالغضب، والدعوات لمنع شمس من دخول بلادها مجددًا.
الفنانة الكويتيّة عادةً ما تُثير الجدل بتصريحاتها، ومواقفها، لكنّ الأضواء تتسلّط عليها بالأكثر، بعد إعلانها زيارة “إسرائيل”، لغايات طبيّة، وروحانيّات، وقد التقت فعلاً بطبيب القلب، والباحث نادر بطو، ونشرت لها صورة برفقته، ووصلت شمس إلى مدينة هرتسيليا في وقتٍ سابق، وذلك لتلقّي العلاج في مركز طبّي إسرائيلي لدى الطبيب بطو، وهو ابن مدينة الناصرة.
الكويتيون الغاضبون من شمس، اعتبروا زيارتها لإسرائيل “تطبيعاً” وترويجاً لدولة الاحتلال، فهي برأيهم تواجدت في مركز طبّي إسرائيلي، وهذا بحدّ ذاته تطبيع وترويج، واعتراف منها بدولةِ احتلال، ومع هذا لم تظهر الفنانة الكويتيّة مع مسؤولين إسرائيليين، مع تأكيدها بأن زيارتها جاءت لتعلّم التواصل مع الروح، وكانت تنتظر دورها مُنذ أربع سنوات، كما أنها نشرت صُورتها عند قبّة الصخرة على حساباتها التواصليّة، ووضعت وسم “شمس في فلسطين”.
ويبدو أن تأكيد الفنانة على زيارتها لفلسطين وليس إسرائيل، أغضب نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير نتنياهو، والذي علّق على زيارة الفنانة شمس بالقول: “في إسرائيل أنتِ في إسرائيل. هكذا يشير أيضًا وسم موقعك في المدينة الإسرائيلية واليهودية ’هرتسليا’ نسبةً لاسم الأب الروحي للصهيونية وإسرائيل ثيودور هرتسل وحيثما الآن تستمتعين بفنادقها ومطاعمها والحانات فيها، تستمتعين بالحرية في إسرائيل، حيث ترتدي المرأة ما تشاء، كما تستمتعين بشرب الكحول هُنا. إذا كنتِ لا تحترمين ذلك وضيافتنا أُخرجي من هُنا”.
ورفض نشطاء كويتيّون ربط زيارة شمس، بأيّ تلميحات من قريب أو بعيد، بأنها مُقدّمة للتطبيع الرسمي الكويتي، فالكويت بحسبهم لا تُقيم علاقات مع دولة الكيان، ولن تُقيم، وجاء ذلك الرّد الكويتي الصّارم من نُشطائها، على ترويج إعلام إسرائيلي بأن هذه البداية والطريق ليزور الإسرائيليون أبراج الكويت.
وهاجم النائب الكويتي السابق وليد الطبطبائي شمس قائلاً: “في ممثلة أو مغنية اسمها شمس زايرة الكيان الصهيوني ونشرت صور لها هناك يجب مُحاسبتها أو منعها من دخول الكويت”.
وفيما تُثير شمس الكويتيّة الجدل في بلادها، وتُسجّل موقفاً مُتبايناً من التطبيع، تُسجّل الممثلة الأمريكيّة الشابّة جينا أورتيغا، موقفاً ثابتاً ورافضاً لدولة الاحتلال، واحتلالها لفلسطين، حين كانت نشرت تغريدة العام 2022 دعت فيها لتحرير فلسطين.
وكانت تغريدة الفنانة الشابّة، عبارة صورة لسيّدة فلسطينيّة مُسنّة تجلس على تلّة وتُراقب مدينتها، بينما يتدلى من حزام في خاصرتها مفتاح المنزل الذي هُجرت منه وسلبه الاحتلال، وهو المفتاح الذي تحتفظ به غالبية العائلات الفلسطينية لبيوتهم القديم التي أُرغموا على مغادرتها لصالح الاحتلال والمستوطنين. وكتبت أورتيجا تعليقًا على الصورة “حرّروا فلسطين”.
وتتعرّض الفنانة أورتيجا بالأكثر لحملة صهيونيّة حاليّاً، مدفوعة باتهامات “مُعاداة الساميّة”، والتماهي مع حركة “حماس”، والنّبش في تغريداتها ومواقفها، وذلك بعد تحقيقها شُهرةُ واسعةً، بعد عرض مُسلسلها عبر شبكة “نتفليكس”، وهو مسلسل رعب أمريكي يحمل اسم “وينزداي”، حقّق مُشاهدات عالية، وصدّر اسم أورتيجا إلى واجهة اهتمام المنصّات.
وتخشى دولة الاحتلال الإسرائيلي عادةً من نُجوميّة الفنانين والفنانات العالميين الدّاعمين للقضيّة الفلسطينيّة، وفضحهم لجرائمها، وتُسارع لاتّهامهم بتُهمة “مُعاداة الساميّة”.
وأشادَ نُشطاء عرب بدورهم بموقف الممثلة الأمريكيّة الشابّة من فلسطين وتحريرها، رغم صِغَر سنّها، وحتى بُعدها الجُغرافي عن الحدث الفلسطيني، وانتقدوا مواقف دول التطبيع التي تُسارع لاحتضان العدوّ قاتل الفلسطينيين، بل وتُروّج لسفّاحي ومُتطرّفي هذا الكيان الغاصب.