Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

السعودية تضع شروطا تعجيزية للتطبيع مع كيان الاحتلال

تُواجِه السياسة الخارجيّة الإسرائيليّة في منطقة الشرق الأوسط العديد من المعضلات، وفي مقدّمتها التطبيع مع العربيّة السعوديّة، وعلى الرغم من الضغوطات الأمريكيّة المُكثفّة على الرياض، إلّا أنّ وليّ العهد السعوديّ، الأمير محمد بن سلمان ما زال مُصرًّا على مواقفه ومطالبه، التي تبدو تعجيزيّةً لإدارة الرئيس الأمريكيّ جو بايدن ولربيبته حكومة بنيامين نتنياهو، وهي التي تعهدت مع انتخابها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بالتطبيع مع السعوديّة خلال فترةٍ قصيرةٍ.
وفي هذا السياق تطرّق المُحلِّل السياسيّ المُخضرم في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، ناحوم بارنبيع إلى قضية التطبيع مع السعوديّة، وقال نقلاً عن محافل أمريكيّةٍ وإسرائيليّةٍ، إنّ الرئيس بايدن وهو حاليًا في سنة انتخابات، قام بإرسال كلاًّ من مستشار الأمن القوميّ، جيك سوليفان، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ورئيس وكالة المخابرات المركزيّة، وليام بيرنز، إلى الرياض من أجل ممارسة ضغوط على بن سلمان ومنع وقوعه في أحضان الصين، علمًا أنّ الاتفاق السعوديّ-الإيرانيّ الأخير تمّ برعايةٍ صينيّةٍ، وما زاد الطين بلّةً هو ما يُسّمى إسرائيليًا بـ “محور الشرّ” بين إيران وروسيا.
وطبقًا له، قدّم بن سلمان لإدارة بايدن مطلبيْن اثنيْن. الأول، هو تنفيذ صفقة الأسلحة العملاقة التي أبرمها مع إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، وتشمل طائرات إف-35، والثاني إقامة منشأة لتخصيب اليورانيوم في السعودية، كي تدخل النادي النوويّ، وشدّدّ المُحلِّل الإسرائيليّ على أنّ طلب بن سلمان الثالث يكمن في إدخال الفلسطينيين إلى المفاوضات، زاعمًا أنّ هذا المطلب-الشرط وضعه وليّ العهد السعوديّ فقط من أجل أنْ يثبت أنّ مطالبه أكبر من مطالب حاكم الإمارات، محمد بن زايد.
علاوة على ذلك، شدّدّ المُحلِّل الإسرائيليّ على أنّ “هذا الطلب وُلد في البيت الأبيض، وأنّ الرئيس الأمريكيّ يعلم أنّه سيكون صعبًا جدًا عليه أنْ يُقنِع الديمقراطيين بالموافقة على شروط الأمير السعوديّ، وعليه أنْ يقدم شروط بن سلمان إلى الكونغرس على ملعقة سكر. وهذه الملعقة هي تنازل تقدمه حكومة إسرائيل إلى رئيس سلطة رام الله، محمود عبّاس، ربّما استئناف العملية السياسية، ربّما تجميد المستوطنات، وربما كلاهما معا”، كما أكّد نقلاً عن مصادره في كلٍّ من واشنطن وتل أبيب.
ومضى برنياع قائلاً إنّ “البيت الأبيض كان بحاجةٍ لتنازلٍ آخر من إسرائيل، متعلق بالأجواء السائدة في كتلة الحزب الديمقراطيّ في مجلسيْ الكونغرس: تجميد الانقلاب القضائيّ، ونتنياهو استجاب: الاحتجاجات في الشوارع أرغمته على تجميد التشريعات في جميع الأحوال، وهو باع التجميد لشركات التدريج الائتماني أيضًا وللإسرائيليين وكذلك للبيت الأبيض”، على حدّ قوله.
على صلةٍ بما سلف، أكّد مسؤولون أمريكيون كبار أنّ مزاعم اتفاقٍ لتطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض مبالغ فيها إلى حدٍّ كبيرٍ، مشددين على أنّ الأمر سيستغرِق الكثير من الوقت والجهد، كاشفين أنّ المطروح حاليًا يتمثل في تسيير رحلاتٍ مباشرةٍ من تل أبيب إلى جدة في وقتٍ مبكرٍ من الشهر المقبل.
وفي هذا السياق، نقل إيتمار آيخنر، المراسل السياسي لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، عن “مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية التقارير التي تحدثت عن حدوث (انفراج) في تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية بوساطة أمريكية، وقالوا إنّ هذه التقارير (مبالغ فيها بشكلٍ كبيرٍ)”، على حدّ تعبيرهم.
وطبقًا له، فقد شدّدّ المسؤولون الأمريكيون على أنّه “من الخطأ تقديم الحراك كما لو أنّ الاختراق وشيك، لكن ما هو على جدول الأعمال هو محاولة للتوصل لاتفاقياتٍ بشأن الرحلات الجوية المباشرة من تل أبيب إلى جدة لحجاج فلسطينيي48 لأداء الحج في مكة“، طبقًا لأقوالهم.
وأضاف أنّ “الإسرائيليين قد يكونون قادرين على التوصل لتفاهمٍ بحلول نهاية الشهر المقبل حول هذه الرحلات، مع أنّ هناك عددًا غير قليل من الاستعدادات اللوجستية لتسييرها، رغم أنّ واشنطن ترى التطبيع بين تل أبيب والرياض مصلحة مميّزة لها، وبالتالي فإنّها لا تشترط التحرك التاريخيّ باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، أوْ وقف الانقلاب القانوني، ولذلك فإنّ الافتراض السائد في إسرائيل بأنّ الفترة الزمنية للوصول إلى انفراج مع السعوديين تتراوح بين ستة أشهر وسنة“، على ما نقلته الصحيفة عن المسؤولين.
عُلاوةً على ما جاء أعلاه، أوضحت الصحيفة أنّ “التحدي المقبل يتمثل في أنّ الولايات المتحدة ستغرق في الانتخابات الرئاسية نهاية 2024، حيث تحدث رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي عن القضية في مؤتمر هرتسليا، مؤكّدًا أنّه لم تكن هناك محادثات بين نتنياهو وبن سلمان في الأشهر الأخيرة، نافيًا ما تردد عن وساطةٍ بحرينيّةٍ بين إسرائيل والسعودية، ومؤكّدًا أنّ السياسة التي يقودها نتنياهو، أنّ هناك رؤية واحدة ضخمة ستُغيِّر الشرق الأوسط بأكمله، وتحقق السلام بيننا وبين العالم العربي والفلسطينيين“، كما قال هنغبي.
ونقلت (يديعوت أحرونوت) عن صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكيّة تأكيدها “وجود تباطؤ في جهود إسرائيل لإقامة علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع السعودية، بسبب التصعيد تجّاه الفلسطينيين، وسياسة الاحتلال في الضفة الغربية، وإجراءات الجيش ضد المسلحين الفلسطينيين”.
وتابعت الصحيفة أنّه “في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، أعربت إسرائيل عن تفاؤلها بإمكانية التوصل لاتفاق مع المملكة في غضون أشهر، بوساطةٍ أمريكيّةٍ، على خلفية الخوف من إيران الذي قرب إسرائيل لدول الخليج، لكن مسؤولاً إسرائيليًا قال إنّ الظروف برّدت الحماس تجاه التطبيع”، طبقًا لأقواله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

We use cookies to give you the best online experience. By agreeing you accept the use of cookies in accordance with our cookie policy.

Privacy Settings saved!
Privacy Settings

When you visit any web site, it may store or retrieve information on your browser, mostly in the form of cookies. Control your personal Cookie Services here.

These cookies are necessary for the website to function and cannot be switched off in our systems.

In order to use this website we use the following technically required cookies
  • wordpress_test_cookie
  • wordpress_logged_in_
  • wordpress_sec

We track anonymized user information to improve our website and build better user experience.

Decline all Services
Accept all Services