لماذا سارعت الولايات المتحدة لنفي حقيقة وجود اتفاق لتبادل السجناء مع ايران

جاء اعلان وزير الخارجية الإيرانية حسين امير عبد اللهيان بان بلاده توصلت الى اتفاق مع الولايات المتحدة لتبادل السجناء والنفي الأمريكي العنيف لصحة هذا التصريح مثيرا للاستغراب. فلماذا أعلنت طهران عن الاتفاق وما هي الدوافع الامريكية للنفي؟
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان امس الاحد إن إيران والولايات المتحدة توصلتا لاتفاق لتبادل سجناء، وأضاف عبد اللهيان توصلنا إلى اتفاق في الأيام الأخيرة فيما يتعلق بقضية تبادل سجناء بين إيران والولايات المتحدة. وإذا سارت الأمور على ما يرام من الجانب الأمريكي، أعتقد أننا سنشهد تبادلا للأسرى خلال فترة وجيزة”.
من ناحيتنا كل شيء جاهز، في حين تعمل الولايات المتحدة حاليا على التنسيق الفني النهائي”.
وفور الإعلان الإيراني جاء النفي على لسان مسؤول بالبيت الأبيض مع التأكيد إن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان الإفراج عن الأمريكيين المحتجزين في إيران.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض مزاعم المسؤولين الإيرانيين عن توصلنا إلى اتفاق للإفراج عن المواطنين الأمريكيين المحتجزين بطريق الخطأ لدى إيران كاذبة”.
ووصف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس تصريحات وزير الخارجية الإيراني، بأنها كذبة بشعة أخرى تزيد من معاناة أسر السجناء.
ولم يحسم الوسيط القطري في هذه القضية الجدل بين واشنطن وطهران اذا كان ثمة اتفاق حصل فعلا في الأيام الماضية حول تبادل السجناء.
لكن المتحدث باسم وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ناصر كنعاني رد على النفي الأمريكي بالتوضيح إن الاتفاق تم في آذار/ مارس من العام الماضي عبر وسيط بتوقيع اتفاق خطي بشأن تبادل السجناء، وقعه أيضًا الممثل الرسمي للولايات المتحدة وقال كنعاني ان الإدارة الامريكية لم تنفذ الاتفاق رغم اقراره. وبعد ذلك يقول كنعاني في اطار التوضيح جرى تبادل رسائل غير مباشرة لتجديد الاتفاق.
وبدأت المفاوضات حول هذه القضية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قبل ستة أشهر بوساطة قطرية حيث نقلت الدوحة رسائل بين الطرفين.
ويشتمل الاتفاق لتبادل السجناء بين الولايات المتحدة وايران على افراج الولايات المتحدة عن سبعة مليارات محتجزة في كوريا الجنوبية، وربما هذا البند هو ما يحرج الإدارة الامريكية بسبب وجود اعتراضات داخلية وإسرائيلية على إعادة الأموال الإيرانية المحتجزة. كما ان توقيت الاتفاق يزيد حرج الإدارة على اعتبار انها تنسق مع تل ابيب صيغة التعامل مع تقدم البرنامج النووي الإيراني، وفي وقت تم فيه الإعلان عن اتفاق إيراني سعودي في بكين وجه ضربة لجهود تل ابيب ضم السعودية الى اتفاقات ابراهم. وتعتقد الإدارة الامريكية ان الإيرانيين تعمدوا الكشف عن هذا الاتفاق من جانب واحد لغايات سياسية. الا ان حقيقة الامر تكشف عن وجود اتفاق فعلي ومكتوب، لكن الإدارة الامريكية تبحث عن سيناريو مناسب لاخراج مسألة الافراج عن أموال ايران وهو ما اخر تنفيذ الاتفاق حتى الان.
واقترح الجانب الأمريكي تحويل الأموال إلى حساب تديره قطر، للاستخدام في شراء السلع غير المدرجة على قائمة العقوبات الإيرانية، مثل الأدوية، والمواد الغذائية حصرا.
ومن بين الأمريكيين المحتجزين في إيران سياماك نمازي، وهو رجل أعمال يحمل الجنسيتين الأمريكية والإيرانية، وصدر في عام 2016 حكم بسجنه عشر سنوات بتهمة التجسس والتعاون مع الحكومة الأمريكية. وعماد شرقي، وهو رجل أعمال إيراني أمريكي، اعتُقل أول مرة عام 2018 عندما كان يعمل في شركة استثمار تكنولوجي، وهو مسجون أيضا في إيران.
وعالم البيئة الإيراني الأمريكي مراد طهباز، الذي يحمل الجنسية البريطانية إلى جانب الجنسيتين الأمريكية والإيرانية.
وتسعى طهران منذ سنوات إلى الإفراج عن أكثر من 12 إيرانيا محتجزين في الولايات المتحدة، بينهم سبعة إيرانيين أمريكيين مزدوجي الجنسية، وإيرانيان يحملان إقامة دائمة في الولايات المتحدة، وأربعة إيرانيين ليس لديهم وضع قانوني في الولايات المتحدة.