لماذا جرى إغلاق مكاتب تويتر وهل وصل الموقع للانهيار؟

لم تهدأ العواصف ولن.. تلك التي أثارها ويُثيرها رجل الأعمال الأمريكي الملياردير الأغنى إيلون ماسك، وذلك مُنذ أن استحوذ على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، ونيّته التخلّص من الأخير، والخروج بما وصفه بتويتر2، وهذا أمر بطبيعة الحال يُثير جدلاً وتساؤلات، وعلى رأسها التساؤلات الحكوميّة الأمريكيّة حول كيفيّة حماية بيانات المُستخدمين الأمريكيين.
يستمر ماسك ومع هذا في تحديثاته وخططه، مُواصلاً طرد المُوظّفين القدامى، وهي خطوة باتت تُثير تساؤلات من نوع هل اقترب نهاية عصر “تويتر” أم هل هي بداية جديدة لعصر حريّة الرأي والتعبير التي طالما انتقد ماسك سياسات “تويتر” السابقة، والتي منها حظر الحسابات المُخالفة لسياسات تويتر ما قبل عهد ماسك واستحواذه عليه.
لعلّ ماسك يُتوّج نفسه ملكاً للحُريّات وفق ما يرى البعض، حين يترك لروّاد منصّته، التصويت واختيار، ما إذا كان يجب إعادة تفعيل حساب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي كان قد حظره المالكون السابقون لتويتر، على خلفيّة ما قالوا إنه (ترامب) بث تغريدات مُحرّضة ما قبل أحداث اقتحام الكونغرس، ورفضه لنتائج خسارته الانتخابات الرئاسيّة.
ووعد ماسك، بأنه جاري إعادة الحسابات للشخصيّات المُثيرة للجدل، مُؤكّدًا أن سياسة “تويتر” الجديدة هي حريّة التعبير، ولكن ليس حريّة الوصول، ولعّل ماسك هُنا يرد على الانتقادات التي تقول بأن منصّته ستمنح حريّة التعبير المُطلقة مُقابل المال، فبحسبه التغريدات التي وصفها بالسلبيّة لن تحصل على إيرادات أو إعلانات.
وشهد “تويتر” إلى جانب مجزرة التسريحات التي ارتكبها ماسك بحق للآلاف من الموظفين (7500) مزيدًا من الاستقالات (المئات) بعد أن طالب ماسك مُوظّفيه بزيادة ساعات العمل، الأمر الذي دفع صحيفة “واشنطن بوست للقول بأن الموقع في وضعٍ حرج، بينما يقول خبراء تقنية بأن الموقع قد يكون بات مُعرّضاً للاختراق بعد الاستقالات وتسريح المُوظّفين
وما يزيد من الأعباء على المنصّة تغطيات كأس العالم الذي يزيد من الثقل على “تويتر” وفق ما أشارت إليه وكالة “بلومبيرغ”.
وردًّا على افتراض الوضع الحَرِجْ في “تويتر” بعد استحواذه عليه، نشر ماسك صورًا لاجتماعه مع موظفين في “تويتر” حول سياسة المنصّة الجديدة، وبدا ماسك مُتوسّطاً الصورة بين مُوظّفيه “المُبتسمين”.
انتقادات تطال ماسك، بأنه يطلب من مُوظّفيه إما القبول بالعمل الشّاق وزيادة ساعات العمل، أو التعرّض للطرد، وهو ما قابله المئات بالاستقالة الفوريّة، وبهذا تكون المنصّة بدون غالبيّة مُوظّفيها العالمين فيها، وبعد أن اشتراها ماسك بمبلغ 44 مليار دولار الشهر الماضي.
ويُحاول ماسك الظهور بمظهر المُسيطر على الأوضاع في “توتير” مع خياراته الصارمة، ولكن يبدو أن يتخوّف من حدوث اضطرابات وتخريب داخلي يطال مكاتب “تويتر”، وهو ما يُفسّر إغلاق جميع المكاتب التابعة لتويتر، وحتى الاثنين حتى تهدأ آثار قراراته العاصفة، ونبأ قرار الإغلاق أفاد به موقع “بيزنس إنسايدر”.
وتصدّرت وسوم “هاشتاق” عالميّة، بعد قرارات ماسك الأخيرة، بوداعاً تويتر، وارقد بسلام تويتر، وذلك في ظل تحذير خبراء من احتمالات انهيار تويتر ومع سياسات ماسك التي يراها البعض تعسّفيّة.