الدرونات هاجمت إيران: مَن وراء الهجوم وما هدفه الحقيقي؟وغموض كبير يلف الغارة على قافلة الشاحنات بسوريا – جريدة مشوار ميديا
مقالات

الدرونات هاجمت إيران: مَن وراء الهجوم وما هدفه الحقيقي؟وغموض كبير يلف الغارة على قافلة الشاحنات بسوريا

تحت العنوان أعلاه، كتب أندريه بارانوف، في “كومسومولسكايا برافدا”، حول المصلحة الإسرائيلية في استهداف إيران.

وجاء في المقال: تعرضت عدة مدن إيرانية، ليلة الأحد 29 يناير 2023، لهجوم بطائرات مسيرة مجهولة. فقد ضربت طائرات مسيرة انتحارية مصانع لمنتجات الدفاع وقواعد عسكرية ومستودعات للجيش.

ولم تعلن أي جهة رسمياً مسؤوليتها عن الهجوم الليلي.

هل هذا يعني أن العالم ينتظر الانتقال إلى مواجهة عالمية على عدة جبهات، بالإضافة إلى الصراع العنيف حول الأحداث في أوكرانيا؟

عن هذا السؤال، أجابت المستشرقة إيلينا سوبونينا، فقالت لـ”كومسومولسكايا برافدا”: “إذا تأكد أن الولايات المتحدة وإسرائيل وراء الغارة الليلية، فإن إيران، بحكم الأمر الواقع، ستضطر إلى تعزيز علاقاتها مع روسيا، بما في ذلك في المجال العسكري. لكن من السابق لأوانه القول إن هذا قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية. نعم، تود واشنطن وتل أبيب بشدة إثارة الوضع في إيران، لكنهما تدركان جيدًا أن السلطات تسيطر على اوضع بثقة، وأن تغيير النظام في البلاد أمر مستبعد. وعلى الأرجح، ضربات الطائرات المسيرة مجرد محاولة لاختبار حساسية البنية التحتية العسكرية الإيرانية. من المرجح أن تستمر هذه الهجمات، إلى جانب سياسة إسرائيل طويلة الأمد لإثارة المشاعر المناهضة للحكومة في إيران من خلال الأكراد والمجاهدين وغيرهم من المتطرفين. طهران، بالطبع، سوف ترد. لكن ليس بضربة لإسرائيل، إنما من خلال دعم الجماعات الموالية لها في اليمن والعراق ولبنان.

الأكثر خطورة شيء آخر. فقد وصلت المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني إلى طريق مسدود، ولن يستمر فيها أحد الآن. فقد احتلت أوكرانيا جدول الأعمال بأكمله. لكن إذا رأت الولايات المتحدة أن من غير الممكن إيقاف طهران عن السير في طريق صنع سلاح نووي، فيمكن الحديث عن تدخل مباشر. وبعد ذلك ستتحول ساعة يوم القيامة إلى عدّاد للثواني”.

وقد أدانت الخارجية الروسية اليوم، الإثنين، بشدّة “الهجوم الاستفزازي”  وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إنّ “مثل هذه الهجمات قد تؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها”.

وأضافت: “يمكن أن تكون لهذه الأعمال المدمرة عواقب لا يمكن التنبؤ بها بالنسبة للسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”، مشيرةً إلى أنّه “يجب على كل منظمي هذه العملية الجريئة ورعاتهم، وكذلك أولئك الذين يشمتون بها ويأملون بإضعاف إيران عبثاً، أن يفهموا ذلك”.

وعرض التلفزيون الرسمي الإيراني، أمس، مقاطع فيديو للمجمع التابع لوزارة الدفاع الإيرانية والذي تعرّض قبل يومين إلى هجومٍ بـ3 طائراتٍ مُسيّرة.

وأظهرت مشاهد الفيديو أنّ المجمّع لم يتعرّض سوى لبعض الأضرار الطفيفة من ناحية السقف وأنّ العمل داخله ما زال جارٍ بشكلٍ عادي.

وكشفت المشاهد بعضاً من أجزاء حُطام المسيّرات التي نفّذت الهجوم بعد إسقاطها من قبل وسائط الدفاع الجوية وهي صغيرةٌ جداً.

وتعليقاً على الحادثة، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إنّ “ما حدث في أصفهان يأتي في إطار محاولة أعداء إيران زعزعة الأمن”، وأكد أنّ “القوات الدفاعية أحبطت هذه المحاولة”.

وأضاف أنّ “محاولات الأعداء هذه لا يمكن أن تضعف إرادة إيران في المضي ببرنامجها النووي السلمي”.

وقال مسؤول إيراني للجزيرة إن الترجيحات تشير إلى أن المسيرات في الهجوم على منشأة عسكرية بإقليم أصفهان وسط البلاد انطلقت من الداخل وعلى مقربة من الموقع المستهدف، مضيفا أن المؤشرات الأولية تقود إلى أن إسرائيل متورطة في الهجوم، ولا بد من متابعة التحقيق.

وأكد أن هجوم أصفهان لم يكن موفقا، وكلام المصادر الإسرائيلية عن نجاحه مجرد دعاية للتعتيم على الفشل.

وأضاف المسؤول الإيراني أن إسرائيل تعرف جيدا أنها ستتلقى ردا، وهذا ما حدث سابقا بعيدا عن الضجيج وكثرة التصريحات.

وقال إن واشنطن نأت بنفسها عن الهجوم لأنها تعلم أنه فاشل ولن يدفع طهران لتغيير سياساتها، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن “هناك من يلعب بالنار ولا شك لدينا بأنه سيكون أول من يحترق في حال قرر إشعال حرب إقليمية”.

واستدعت إيران -اليوم الاثنين- القائم بالأعمال الأوكراني في طهران بسبب تصريحات صادرة عن ميخائيل بودولياك مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وقال موقع “نورنيوز” المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني إن موقف بودولياك من هجوم أصفهان يلمح لشراكة كييف في الهجوم.

وأشار الخبراء إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل أمضتا أسبوعا كاملا في إجراء تدريبات عسكرية، حول مهاجمة أهداف مثل إيران، لذا فإن تنفيذ هذا الهجوم فورا بعد هذه التدريبات قد يكون بمثابة رسالة بشأن جديتها.

وقدروا أن زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز إلى إسرائيل، قبل الهجوم مباشرة، كانت دليلا على الحاجة إلى اجتماع خاص -وجها لوجه- بين قادة وكالة المخابرات المركزية وجهاز الموساد.

كما نقل مراسل موقع أكسيوس -عن مصدر وصفه بالمطلع- أن القصف الذي استهدف منشأة تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية كان دقيقا وناجحا، موضحا أنه تم استهداف 4 مواقع مختلفة في المنشأة بدقة، وأن جميع الضربات حققت أهدافها.

وتشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن المسؤولين الأميركيين حددوا قبل أسابيع علنا إيران باعتبارها المورد الرئيسي للطائرات دون طيار إلى روسيا، لاستخدامها في الحرب على أوكرانيا، وقالوا إنهم يعتقدون أن موسكو كانت تحاول أيضا الحصول على صواريخ إيرانية لاستخدامها في الصراع.

لكن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن اعتقادهم أن هذه الضربة، في أصفهان، كانت مدفوعة بمخاوف إسرائيل الأمنية، لا باحتمال تصدير الصواريخ إلى روسيا.

ومن جانب آخر أشارت واشنطن بوست إلى أن إسرائيل نفذت سلسلة من الضربات السرية داخل إيران خلال العقد الماضي، بتوجيه من نتنياهو، على الرغم من أنها نادرا ما تدلي بتصريحات علنية.

 

غموض كبير يلف الغارة على قافلة الشاحنات بسوريا

 

على صعيد متصل قُتل ثلاثة أشخاص بينهم قيادي في مجموعة مقاتلة موالية لطهران، جراء ضربات نفذتها طائرة مسيّرة الإثنين في شرق سوريا، في هجوم هو الثاني من نوعه في غضون 24 ساعة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتعد المنطقة الحدودية بين شرق سوريا والعراق من أبرز مناطق نفوذ إيران والمجموعات الموالية لها في سوريا، وبينها فصائل عراقية. وتعرضت على مر السنوات شاحنات كانت تقلّ أسلحة وذخائر ومستودعات ومواقع عسكرية تابعة لتلك المجموعات إلى ضربات جوية، بينها ما أعلنت عنه واشنطن وأخرى نُسبت إلى إسرائيل.

وغداة استهداف طائرات مسيّرة قافلة شاحنات في ريف البوكمال مساء الاحد، بعد عبورها من العراق، ما أوقع سبعة قتلى من القوات الموالية لطهران، وفق المرصد، استهدفت طائرة مسيّرة صباح الاثنين سيارة رباعية الدفع في المكان ذاته.

وأدى القصف إلى “مقتل قيادي في مجموعة مقاتلة موالية لإيران مع اثنين من مرافقيه من جنسيات غير سورية”، بينما كانوا يتفقدون موقع الاستهداف ليلاً، بحسب المصدر ذاته.

ولم يتمكن المرصد من تحديد جنسيات القتلى في الهجومين ولا هوية الجهات التي نفذتهما. ولم يعلن أي طرف مسؤوليته حتى اللحظة.

وطالت الضربات ليلاً ست شاحنات تبريد فور دخولها من العراق، وكانت تقل أسلحة إيرانية وفق ما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس.

وبحسب المرصد، دخلت قافلتان مماثلتان على الأقل خلال هذا الأسبوع من العراق، أفرغتا حمولتهما في مدينة الميادين، لافتاً إلى نقلها “أسلحة متطورة” الى مجموعات موالية لطهران.

وقال الناشط عمر أبو ليلى الذي يوثق الأوضاع في دير الزور عبر شبكة “دير الزور 24” الإخبارية إن الغارات استهدفت كذلك “مقرات لمجموعات موالية لطهران”، لافتاً إلى “دمار كبير في الأماكن المستهدفة”.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من دمشق، لكنّ إذاعة “شام إف إم” المحلية المقربة منها ذكرت أن طيراناً “مجهول الهوية استهدف بعدد من الغارات ست شاحنات تبريد” أثناء توقفها شرق البوكمال “بعد اجتياز البوابة الحدودية المشتركة مع العراق”.

وفي العراق، أكد مسؤول من سلطات الحدود لفرانس برس أنّ “الشاحنات التي قصفت داخل سوريا عراقية لكنها لا تحمل أي بضائع عراقية” باعتبار أنّ بلاده لا تصدّر منتجات إلى أي بلد عربي.

وقال إنّ “الشاحنات تقلّ بضائع إيرانية باتجاه سوريا وقد عبرت من منافذ غير رسمية”، مرجحاً استخدام شاحنات عراقية عوض الإيرانية لتلافي تعرّضها للقصف.

– 15 ألف مقاتل –

تعدّ إيران داعماً رئيسياً لدمشق. وقدمت لها منذ بدء النزاع في العام 2011 دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. وقد بادرت في العام 2011 إلى فتح خط ائتماني لتأمين احتياجات سوريا من النفط بشكل خاص، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه. وقد ساهم هؤلاء في ترجيح الكفة لصالح قوات الجيش العربي السوري على جبهات عدة.

ومحافظة دير الزور مقسمة بين أطراف عدة، إذ تسيطر قوات الجيش العربي السوري ومقاتلون إيرانيون ومجموعات موالية لهم على المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات الذي يقسم المحافظة إلى جزأين، فيما تسيطر قوات سوريا الديموقراطية، وهي فصائل كردية وعربية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، على المناطق الواقعة عند ضفافه الشرقية.

ويقدّر المرصد انتشار نحو 15 الف مقاتل من القوات الإيرانية من المجموعات الموالية لها في المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين.

وتتعرض المنطقة بين الحين والآخر لضربات مماثلة، استهدفت إحداها في تشرين الثاني/نوفمبر قافلة تضم صهاريج محروقات وأسلحة بعد عبورها من العراق. وأسفر القصف الذي أعلنت اسرائيل مسؤوليتها عنه لاحقاً، عن مقتل 14 مقاتلاً موالين لطهران.

ومنذ بدء النزاع عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع لقوات الجيش العربي السوري بوأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله. ونادراً ما تؤكّد تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وأقر التحالف الدولي مراراً بتنفيذه ضربات ضد مقاتلين موالين لطهران.

وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً متشعب الأطراف، تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

We use cookies to give you the best online experience. By agreeing you accept the use of cookies in accordance with our cookie policy.

Privacy Settings saved!
Privacy Settings

When you visit any web site, it may store or retrieve information on your browser, mostly in the form of cookies. Control your personal Cookie Services here.

These cookies are necessary for the website to function and cannot be switched off in our systems.

In order to use this website we use the following technically required cookies
  • wordpress_test_cookie
  • wordpress_logged_in_
  • wordpress_sec

We track anonymized user information to improve our website and build better user experience.

Decline all Services
Accept all Services