مقتل الشابة الجزائرية بونداوي في مونتريال حفز السلطات لاطلاق فرقة مكافحة الأسلحة غير المشروعة
ساهم ارتفاع عدد حوادث إطلاق النار في مونتريال، وآخرها الذي أسفر عن مقتل الشابة المراهقة الجزائرية مريم بونداوي وإصابة شاب كان معها بجراح في حيّ سان ليونار في شرق المدينة مساء الأحد الفائت، في زيادة الضغوط على إدارة العمدة بلانت لإطلاق الفرقة الدائمة المكلَّفة بمكافحة الاتجار غير المشروع بالأسلحة النارية التي أعلنت البلدية عن إنشائها منتصف كانون الأول (ديسمبر) الفائت.
وأكّدت العمدة أنّ خطتها لمكافحة الاتجار غير المشروع بالأسلحة تسير على قدمٍ وساق، بالرغم من حصول بعض التأخير. والجزء الرئيسي من الخطة هو إنشاء هذه الفرقة الدائمة.
وكان من المقرَّر أن تبصر هذه الفرقة الخاصة النور ضمن مهلة تتراوح بين أربعة وستة أسابيع من تاريخ الإعلان عنها، أي بحلول آخر كانون الثاني (يناير) الفائت على أبعد تقدير، لولا التأخير.
وكانت مريم بونداوي لتحتفل بربيعها السادس عشر في السادس عشر من آذار (مارس) المقبل لو لم تسقط خلال إطلاق نار استهدف السيارة التي كانت بداخلها والتي كانت مركونة على جانب الشارع.
وجاء إطلاق النار من سيارة مرّت في الشارع أسفر أيضاً عن إصابة راكب آخر كان مع بونداوي في السيارة نفسها وهو شاب في الحادية والعشرين من عمره، لكنّ إصابته لا تشكّل خطراً على حياته.
وكانت بونداوي عند إصابتها برأسها تتحدث مع مجموعة من الأصدقاء الواقفين على الرصيف بجانب السيارة، لكن يُعتقد أنّها لم تكن مستهدَفة شخصياً من قبل مطلقي النار.
وقدمت بونداوي من وطنها الجزائر قبل عاميْن للانضمام إلى شقيقتيْها الأكبر منها سنّاً في مونتريال بهدف متابعة الدراسة.
«هي كارثة حلت بنا، كانت شقيقتنا حلمنا في كندا»، قالت صافية بونداوي، شقيقة مريم.
وستضمّ الفرقة الخاصة الجديدة المكلَّفة بمكافحة الاتجار غير المشروع بالأسلحة النارية 30 شرطياً، ويأتي تمويلها من ميزانية جهاز شرطة بلدية مونتريال، كما قالت العمدة.
وستوكَل إلى الفرقة مهمة توقيف قادة شبكات التهريب في مونتريال، وسيكون بوسع أفرادها التعمّق أكثر في تحقيقاتهم بهدف تفكيك هذه الشبكات، على حدّ قول جهاز الشرطة في كبرى مدن مقاطعة كيبيك.
وبالإضافة إلى إنشاء الفرقة الدائمة المكلَّفة بمكافحة الاتجار غير المشروع بالأسلحة النارية تنوي بلدية مونتريال زيادة المساعدات التي تقدّمها للمنظمات المجتمعية المحلية وتعزيز حضور الشرطة في كلّ المدينة، لاسيما في أحياء «شمال مونتريال» و»ريفيير دي بريري – بوانت أو ترامبل» و»سان ليونار».
وتقع هذه الأحياء في شرق مونتريال وشمال شرقها ويشكّل المهاجرون وأفراد الأقليات العرقية نسبة عالية من سكانها وتُسجَّل في أوساطهم معدلات بطالة مرتفعة نسبياً.