حالة رعب تسود أوروبا بسبب رصد الفيروس المتحور الجديد “أوميكرون”..
لماذا بدأت النظريّة التآمريّة التي تُؤكّد أنّه مُصنّع بفِعلِ فاعِل من “الأخ الاكبر” تطفو على السّطح بقُوّةٍ؟
كُل شي في أوروبا حاليًّا في حالةٍ من الهُبوط، ابتداءً من درجات الحرارة، ومُرورًا بالبُورصات الماليّة، وانتهاءً بأسعار النفط، والشّي الأبرز الذي في حالة ارتفاعٍ مُرعب، هي إعداد الإصابات بفيروس الكورونا، القديم منه، والجديد المُتحوّر، أو ما يُسمّى بفيروس “أوميكرون”.
منظمة الصحة العالميّة “بشّرتنا” بالأمس في أحد تقاريرها أنّ حالات الوفاة قد تصل إلى 700 ألف حالة حتّى شهر آذار (مارس) المُقبل، بسبب تعاظم موجة انتشار الفيروس الرابعة، التي بدأت مع مقدم فصل الشّتاء القارس الحالي.
في بريطانيا البلد الذي نُقيم، وصلت أعداد الإصابات إلى حواليّ 60 ألفًا يوميًّا، ومُرشَّحَةٌ لكيّ تصل إلى مئة ألف في أيّ لحظة، وجرى اكتِشاف وجود حالات إصابة بالفيروس المُتحوّر الجديد، والشّيء نفسه في هولندا (13 إصابة) ورصد حالتين في كُل من الدنمارك وأستراليا، وفِلسطين المُحتلّة، وكانت النمسا الدولة السبّاقة في إغلاق حُدودها بالكامِل وبعدها “إسرائيل”، وتقليص الانفتاح الاجتماعي إلى حُدوده الدّنيا، ويسود الاعتِقاد بأنّ ألمانيا ستفعل الشّي نفسه في غُضون ساعات، وبات ارتداء الكِمامة إجباريًّا في مُعظم أنحاء القارّة العجوز.
كالعادة بدأت حالة الارتِباك تسود مُجَدَّدًا، سواءً على صعيد كيفيّة تصنيف الوباء الجديد وأسبابه، أو حجم خُطورته بالمُقارنة بالفيروسات المُماثلة أو المُتحوّرة السّابقة مِثل “دلتا” وأخواتها، وسط مخاوف تنتشر على مُستوى العالم من أن يكون هذا الفيروس الجديد مُقاوِمًا للقاحات، ويقال إنّه الأكثر خُطورةً، وفتْكًا حتّى الآن، من بين أقرانه، واحتِمال أن يُطيل من عُمر فيروس “كوفيد 19” الأصلي.
العديد من الحُكومات في أوروبا تتّجه نحو تجريم عدم أخْذ اللّقاحات، أيّ أنّ الأمر قد لا يُصبح اختياريًّا وحُريّةً شخصيّة، وتقول النظريّات الجديدة التي يتم التّرويج لها، إن من يُعارض اللّقاحات لم يَعُد يُواجه الموت، وإنّما يُعرّض أرواح الآخَرين للخطر، ونشر الفيروس على نِطاقٍ واسِع أيضًا.
مُعظم الدّول الغربيّة قرّرت حظْر السّفر ذهابًا وإيابًا إلى حواليّ سبع دول في جنوب القارّة الإفريقيّة على رأسها دولة جنوب إفريقيا التي ظهرت فيها حالات الإصابة بالفيروس المُتحوّر الجديد لأوّل مرّة، وهُناك توقّعات باتّساع دائرة العودة لسِياسات الإغلاق مُجَدَّدًا في غُضون أيّام لتقليص الخسائر.
الوضع ما زال أكثر سُوءًا في الدّول النّامية، فبينما بدأت الدّول المُتقدّمة في إعطاء مُواطنيها الجُرعة الثّالثة، بعد أن أخذ أكثر من 80 بالمِئة اللّقاحين، فإنّ 7 بالمِئة فقط من دول العالم الثّالث أخذوا الجُرعة الأُولى.
النظريّة التآمريّة بدأت تترسّخ أكثر مع كُلّ اكتِشاف فيروس مُتحوّر جديد من وباء الكورونا، وأصحاب نظريّة ترجيح حرب بيولوجيّة، وفيروسات مُصنّعة من فعل فاعل لتخفيض عدد سُكّان الكُرة الأرضيّة، خاصَّةً من أبناء العالم الثّالث، باتت وانعكست، بطَريقةٍ أو بأُخرى في مُظاهرات احتجاجيّة يُنظّمها المُؤيّدون لها، الرّافضون لأخذ اللّقاحات في أكثر من عاصمةٍ أوروبيّة.
من الصّعب علينا تأييد هذه النظريّة التآمريّة أو مُعارضتها في الوقت الرّاهن على الأقل، ونعترف أنّنا نقف في مُعسكر المُرتبكين الضّائعين غير القادرين على حسم موقفهم، وإن كان لدينا الكثير من الشّكوك نحن الذين لُدغنا من جُحر هذه النظريّة، ومن الغرب تحديدًا، وعانينا ونُعاني من أبرز تطبيقاتها التي جاءت في أكثر من حربٍ في مِنطقتنا.. واللُه أعلم.
“رأي اليوم”