مقتل 13 شرطيا وإصابة 353 آخرين في مدينة ألما آتا في كازاخستان

تواصلت الاحتجاجات العنيفة في كازاخستان اليوم الخميس، حيث اشتبكت قوات الأمن مع المحتجين في الساحة الرئيسية بمدينة ألماتي كبرى مدن البلاد، في حين أعلنت الشرطة أنه تم “القضاء على عشرات المهاجمين” ممن وصفتهم بالقوى المتطرفة الليلة الماضية.
ومع التطورات المتسارعة التي شملت إعلان حالة الطوارئ وتوقف الرحلات الجوية كليا من كازاخستان وإليها، أعلنت منظمة “معاهدة الأمن الجماعي” التي ترعاها روسيا -اليوم الخميس- أن موسكو أرسلت أول كتيبة من “قوات حفظ السلام” تلبية لطلب من الرئيس قاسم جومارت توكاييف.
وقال هذا التحالف العسكري -في بيان نشرته عبر تطبيق تلغرام المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا- “تم إرسال قوة جماعية لحفظ السلام من منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى كازاخستان لفترة محدودة، من أجل ضمان استقرار الوضع وتطبيعه”.
وفي تلك الأثناء، نقلت وكالات الأنباء “إنترفاكس-كازاخستان” و”تاس” و”نوفوستي” عن المتحدث باسم الشرطة سالتانات أزيربك، قوله إن “القوى المتطرفة حاولت الليلة الماضية اقتحام مبان إدارية ومركز شرطة مدينة ألماتي، بالإضافة إلى الإدارات المحلية وأقسام الشرطة”.
عشرات القتلى وألف جريح
وأعلن المتحدث أنه تم “القضاء على عشرات المهاجمين”، ويجري حاليا التعرف على هويات القتلى.
وأشار أزيربك إلى أن ما سماها عملية مكافحة الإرهاب مستمرة في ألماتي، وتدور في محيط بعض المرافق والدوائر الحكومية في المدينة، داعيا السكان وضيوف ألماتي إلى تجنب الخروج إلى الشوارع.
وأفادت وكالة “سبوتنيك كازاخستان” بمقتل 13 من عناصر الشرطة وإصابة أكثر من 300 آخرين خلال أعمال الشغب التي اندلعت في مدينة ألما آتا.
وجاء في بيان للشرطة، تناقلته وسائل الإعلام: “قتل 12 شخصا من عناصر الشرطة، وعثر على جثتي لعنصرين منهم مقطوعة الرأسين، كما أصيب 353 من عناصر الشرطة خلال أعمال الشغب في المدينة”.
إلى ذلك أفادت وزارة الصحة الكازاخية، بأن “أكثر من ألف شخص في مناطق مختلفة من كازاخستان أصيبوا بجروح نتيجة أعمال الشغب، منهم 400 نقلوا إلى المستشفيات، و62 يرقدون في العناية المركزة”.
بدأت الاحتجاجات في كازاخستان في الأيام الأولى من العام الجديد، إذ احتج سكان مدينتي جاناوزين وأكتاو في منطقة مانغيستاو، وهي منطقة منتجة للنفط في غرب كازاخستان، على مضاعفة أسعار الغاز للمواطنين.
وامتدت الاحتجاجات إلى مدن أخرى أيضا، ففي ألما آتا، أكبر مدينة وأول عاصمة للبلاد، اشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن واستخدمت الشرطة الغاز والقنابل الصوتية.
وتحولت الاحتجاجات إلى مواجهات عنيفة وأعمال شغب ونهب للممتلكات العامة والخاصة وعمليات اعتداء وإشعال الإطارات.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الأحداث في كازاخستان هي محاولة مستوحاة من الخارج من أجل زعزعة استقرار وأمن البلاد بالقوة.
وأضافت الخارجية في بيانها اليوم: “نعتبر الأحداث الأخيرة في دولة صديقة، محاولة مستوحاة من الخارج لتقويض أمن وسلامة الدولة بالقوة.. باستخدام تشكيلات مسلحة مدربة ومنظمة”.
وتابع البيان :” روسيا تؤكد تمسكها بالتزامات الحلفاء في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وتؤيد اعتماد تدابير عاجلة فيما يتعلق بالتدهور السريع للوضع السياسي الداخلي وتصاعد العنف في كازاخستان.. سنواصل مشاوراتنا الوثيقة مع كازاخستان وحلفائنا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي بشأن اتخاذ خطوات إضافية لدعم مكافحة الإرهاب”.
من جهتها أعلنت منظمة معاهدة الأمن الجماعي، اليوم الخميس، أنه تم إرسال قوات حفظ السلام إلى كازاخستان، وأكدت أن وحدة من القوات الروسية بدأت بالفعل في تنفيذ مهامها هناك.
وأشارت الأمانة العامة إلى أن وحدات روسية من قوات حفظ السلام “بدأت بالفعل في تنفيذ المهام الموكلة إليها”.
وبحسب المنظمة، تضم قوات حفظ السلام وحدات من القوات المسلحة لروسيا وبيلاروس وأرمينيا وطاجيكستان وقيرغيزستان.
“ستتمثل المهام الرئيسية لقوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في حماية المنشآت الحكومية والعسكرية المهمة، ومساعدة قوات الأمن الكازاخستانية في العمل على تحقيق الاستقرار وتطبيع الوضع هناك”، حسب بيان الأمانة العامة.
في ليلة 5 على 6 يناير، عقد رئيس كازاخستان توكاييف الاجتماع الأول لمجلس الأمن في البلاد تحت قيادته، والذي وصف فيه الوضع في كازاخستان بأنه “تقويض لسلامة الدولة” وقال إنه طلب المساعدة من منظمة معاهدة الأمن الجماعي بشأن الأحداث الأخيرة ولمواجهة ما أسماه بـ”التهديد الإرهابي”.
المصدر: نوفوستي، تاس