عاد مسلسل “النار بالنار” إلى الواجهة الجدليّة من جديد، وهذه المرّة من بوّابة الحجاب، وذلك بعد إثارته الجدل وتسليطه الأضواء على العنصريّة المقيتة بين اللبنانيين والسوريين، من خلال استحضار انزعاج لبناني من التواجد العسكري السوري في لبنان، ونهايةً بالعُنصريّة التي تعرّض لها السوريّون في لبنان بعد الحرب الأهليّة في سورية.
المشهد الجدلي، كانت بطلته كاريس بشار التي تقوم بدور (مريم) المُحجّبة من بيئةٍ بسيطةٍ، حيث ذهبت مع بطل العمل عابد فهد (عمران) كي تقوم باستخراج أوراق هُويّة شخصيّة مُزوّرة كونها (سوريّة) دخلت لبنان تهريباً، وهُناك يطلب منها (النقاش) الشخص المسؤول عن تزوير الأوراق أن تلتقط صورة الجواز المُزوّر بدون حجاب، وهكذا ستبدو لبنانيّة.
وأزعج المشهد مُغرّدون ومُتفاعلون بالعمل، فالبعض تساءل عن أهميّة التركيز على نزع الحجاب في المشهد، فيما توقّف آخرون عند استياء (مريم) من نزعها الحجاب لاحقاً في مشاهد لاحقة، ولكنها أيضاً نزعته تماماً، وباتت غير مُحجّبة، الأمر الذي عدّه البعض مُتعمّدًا، ويتماشى مع حالة الانفتاح التي تضرب دول إسلاميّة كانت مُتشدّدة.
وتساءل مُعلّقون لبنانيون بدورهم عن سبب تنويه (النقاش) في المشهد إلى مسألة أن الحجاب يُعطي انطباعاً عن كون (مريم) سوريّة، وحين تنزعه تُصبح لبنانيّة، فهل لا يُوجد مُحجّبات في لبنان ومأكثرهن، وتنميط المرأة اللبنانيّة العصريّة بدون حجاب، فيما ذهب آخرون للقول بأنه ربّما أعطى (النقاش) اسماً مسيحيّاً لمريم في جوازها المُزوّر، ما يقتضي عليها أن تخلع الحجاب.
يلفت مُتفاعلون مع القصّة، وكاتب العمل من بينهم السوري رامي كوسا، بأن الاسم الممنوح لكاريس بشار (مريم) في المشهد هو رولا زياد بيضون، وعائلة بيضون وفقاً لكاتب العمل ليست مسيحيّة “بيور” في لبنان.
وتبرّأ كاتب العمل من المشهد الجدلي، وقال بأن المخرج يتحمّل كُل التعديلات الواردة في العمل.
والمشهد الجدلي ورد فيه تفصيلاً: “عفواً ستنا، ممكن بلا غطى الراس؟.. لأنّه أيّ حدا رح يمسك الباسبور (الجواز) رح يعرف أنّك مش لبنانية هيك!”.
ووجّهت انتقادات لصنّاع العمل وشركة الإنتاج، الذين سمحوا للعبث بنص الكاتب المُبدع رامي كوسا، وقال مُنتقدون بأن المُبدعين في العالم العربي يموتون على مقصلة الرقابة، والقص المصحوب بالمصالح والتوجّهات.
ويحصد مسلسل النار بالنار نسبة مشاهدات عالية، وهو يعرض حاليّاً في شهر رمضان، ويحكي قصصاً من المُعاناة، والجريمة، والحب والظلم، والإرهاب، والزواج من القاصرات.
When you visit any web site, it may store or retrieve information on your browser, mostly in the form of cookies. Control your personal Cookie Services here.