صفقة أمريكية لاسرائيلٍ مضمونها تجاهل فلسطين وتعاون واسع النطاق ضد إيران والتطبيع مع السعوديّةمقابل تخلي نتانياهو عن بعض وعوده الانتخابية

كشفت محافل رفيعة جدًا في كلٍّ من تل أبيب وواشنطن,ليوم الجمعة, النقاب عن أنّ واشنطن قدّمت لرئيس الوزراء الإسرائيليّ اقتراحًا ينُصّ على تخفيض الوعود الانتخابيّة التي كان قد أطلقها عشية انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، مُقابِل الحصول على إنجازاتٍ في إيران والمملكة العربيّة السعوديّة، بحسب المصادر التي تحدثت للمُحلِّل السياسيّ المخضرم ناحوم بارنيع من صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة.
المُحلِّل بارنيع أضاف في مقاله أنّ كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكيّ جو بايدن، طلبوا من نتنياهو التراجع قليلاً عن وعوده خلال المعركة الانتخابيّة الأخيرة في كيان الاحتلال، وفي مُقدّمتها الانقلاب على المؤسسة القضائيّة الإسرائيليّة، وتقوية السلطة الفلسطينيّة في رام الله، والحدّ من المُستوطنات اليهوديّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، بحسب المصادر الوازنة، التي اعتمد عليها المُحلِّل بارنيع.
وبحسب المصادر عينها، أضاف الكاتب الإسرائيليّ، فإنّه في حال وافق رئيس الوزراء الإسرائيليّ على الاقتراحات أوْ الطلبات الأمريكيّة فإنّ كيان الاحتلال سيحصل على إنجازاتٍ تتمثّل بتعاونٍ كبيرٍ من واشنطن في كلّ ما يتعلّق بمُحاربة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وعلى التطبيع مع المملكة العربيّة السعوديّة، على حدّ قول المصادر.
يُشار إلى أنّ نتنياهو كان قد صرحّ عدّة مرّاتٍ منذ تولّيه للمرّة السادسة منصب رئيس الوزراء أنّه سيسعى للتطبيع مع السعوديّة على مبدأ (السلام مُقابِل السلام)، كما جرى في اتفاقيات التطبيع المعروفة باسم (اتفاقيات أبراهام)، وبالإضافة إلى ذلك أكّد أنّ بلاده ستعمل على توسيع التطبيع مع دولٍ عربيّةٍ وإسلاميّةٍ لم يُسمّها.
عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، أضافت المصادر، كما أكّدت الصحيفة العبريّة، أنّه على الرغم من أنّ جدول أعمال الرئيس الأمريكيّ بايدن الدوليّ مُكثّف ومليء، إلّا أنّه في الأسبوعيْن الأخيريْن قام ثلاثة من كبار المسؤولين الأمريكيين بزياراتٍ لدولة الاحتلال، وزير الخارجيّة أنطوني بلينكين، رئيس وكالة المخابرات المركزيّة، ويليام بارينز، ومُستشار الأمن القوميّ الأمريكيّ، جاك سوليفان، وشدّدّ المُحلِّل، اعتمادًا على مصادره، أنّ المسؤولين الثلاثة وصلوا إلى إسرائيل بهدف فحص إمكانية إبرام صفقةٍ مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على حدّ قولها.
المُحلِّل بارنيع تابع قائلاً إنّه “إذا قُمنا بصياغة الأمور بشكلٍ فظٍ وسهلٍ ومُباشرٍ فإنّ الصفقة التي عرضها الأمريكيون على نتنياهو: مُقابِل التعاون الأمريكيّ في قضيتيْ إيران والسعوديّة، على نتنياهو أنْ يُخفف من الوعود الانتخابيّة التي كان قد أطلقها هو الشركاء معه في الائتلاف الحاكم، ويعمل على تهدئة الأوضاع الأمنيّة، ويُحافِظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى المُبارك، ويقوم بتقوية السلطة الفلسطينيّة في رام الله ويحُدّ من توسيع المُستوطنات اليوديّة بالضفّة الغربيّة المُحتلّة”، مُشدّدًا على أنّه في “جميع القضايا التي ذُكِرت يتحتّم على الحكومة الإسرائيليّة أنْ تنشط وفق الخطوط الحمراء التي وضعها ويُحددها البيت الأبيض الأمريكيّ”، كما قال.
وطبقًا للمصادر عينها فإنّ نتنياهو ردّ بالإيجاب على الصفقة الأمريكيّة، ولكنّ واشنطن لا تثِق فيه، لأنّه بحسبها يتكلّم بلغتيْن مُختلفتيْن، مُوضحةً أنّ الولايات المُتحدّة اقترحت على إسرائيل أنْ تُساعدها بشكلٍ مُكثّفٍ وواسع النطاق في تنفيذ عملياتٍ سريّةٍ ضدّ إيران، ولكنّ توجيه الضربة العسكريّة ليس مطروحًا على أجندة الإدارة الأمريكيّة الحاليّة، ولكن إذا قررت إيران اجتياز العتبة النوويّة، فإنّه وقتذاك ستقوم واشنطن بدراسة عملياتٍ أخرى، مُوضحًا أنّ الاقتراح الأمريكيّ المذكور هو بمثابة بشائر سارّةٍ للدولة العبريّة، على حدّ تعبيره.
وخلُص المُحلِّل إلى القول، نقلاً عن ذات المصادر، إنّ الإدارة الأمريكيّة اقترحت على نتنياهو التمركز في المسألة الإيرانيّة، والتي ستجني من خلال التعاون معنا الإنجازات التاريخيّة، والمكافأة ستكون التطبيع مع السعوديّة، كما قال.