رسالة الى وزير الثقافة الكندي Rablo Radriguez : لماذا تستسلموا لمطالب المنظمة الصهيونية هونست ريبورتينج وتتجاهلوا روايتنا ؟

د. نزيه خطاطبة
في حادثة ليست بالجديدة في كندا وليست مستغربة لنا استسلم وزير الثقافة الكندي Rablo Radriguez مؤخرا لتقرير اعده احدى العاملين في المنظمة تالصهيونية المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي Honest Reporting والمليئ بالمغالطات حول اتهام جريدة مشوار التي اراس تحريرها وتصدر في مدينة تورونتو ومجلة كندية أخرى بمعاداة السامية واليهود وتطالبه باسترداد مبلغ 2000 دولار حصلت عليها جريدة مشوار كمساعدة من صندوق خاص لدعم وسائل الاعلام خلال جانحة كورونا . لا نعرف على ماذا استند الوزير عندما صدق رواية المنظمة المذكورة مع ان وزارته لم تقدم لنا أي إيضاح او رد على تساؤلنا بتقديم الدليل حول ذلك , حيث ان كل ما هو وارد في تقرير المنظمة المذكورة نرفضه مطلقا وان ما ننشره من مقالات سياسية في جريدة مشوار تعبر عن اراء كتابها أولا وهي تنتقد ممارسات وسياسة حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتكشف حجم المعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون بسبب هذه السياسة .
نعود ونؤكد ان هذه الاتهامات والضغوط علينا من قبل المنظمات الصهيونية وأصدقاء الاحتلال الإسرائيلي ليست بالجديدة فهي تلاحقنا منذ اكثر من 10 سنوات وسبق لهذه المنظمات ان قدمت ضدنا شكوى للبوليس الكندي مرتين , الأولى قبل حوالي 6 سنوات عندما اتصل البوليس بناء وطلب لقاؤنا وفعلا حضر ضابطين الى مكتبنا واعلمونا بانه يوجد تقرير ضدنا يتهمنا بمعاداة السامية والترويج للعنف والكراهية وهو الامر الذي رفضناه واوضحنا موقفنا ورأينا لضباط الشرطة وابلغونا باغلاق الملف فورا , حتى انهم عرضوا علينا الحماية اذا كنا نخشى على حياتنا بسبب التهديدات التي كنا نتلقاها . وفي المرة الثانية قبل عام حيث اتصل بنا مركز شرطة في تورونتو وابلغنا بوجود شكوى ضد الجريدة بنفس التهم وجرى اغلاق الملف فورا وعبر التلفون بسبب عدم وجود ادلة لادانتنا .
وبسبب فشلهم في النيل منا او ارهابنا و رفضنا الاعتذار والتوقف عن نشر مقالات تنتقد إسرائيل والتي يعتبرونها معادية للسامية!!!! , وبسبب عجزهم عن الذهاب للمحكمة لادانتنا, فقد حاولوا العام الماضي وما زالوا ,الضغط علينا اقتصاديا من خلال الاتصال بالمعلنين والطلب منهم وقف اعلاناتهم في جريدة مشوار بزعم انها معادية للسامية.
وهذه سابقة خطيرة في كندا تهدد حرية الراي والتعبير المقدسة حسب الدستور والقوانين الكندية . والغريب ان هذه المنظمات تعارض سياسة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) Boycott, Divestment and Sanctions Movement وتضغط على الحكومة الكندية لمنعها وتجريمها بحجة انها تشكل خطرا على دولة إسرائيل وتعادي السامية , بينما هي في نفس الوقت تمارس نفس الأسلوب والضغط الاقتصادي علينا وتطلب من وزارة الثقافة وقف أي مساعدات لنا , ووقف إعلانات الوزارات والمؤسسات الكندية في جريدة مشوار.
اننا نطالبكم يا سعادة الوزير بتشكيل لجنة مستقلة لتقييم جريدة مشوار وتقرير منظمة هونست ريبورتيج وغيرها من المنظمات المؤيدة لإسرائيل وعدم التسرع في ادانتنا دون وجود ادلة او قرار صادر عن جهات قانونية . فانتقاد ممارسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي , والتضامن مع شعب فلسطين في مواجهة هذا الاحتلال , لا يعني بتاتا معاداة للسامية . نطالبكم باحترام حقنا كمواطنين كنديين أولا بالاستماع لرأينا واحترام حقنا بحرية الراي والتعبير واحترام حرمة وسائل اعلامنا وليكن القضاء هو الحكم لحسم هذه القضايا التي يعتبرونها معادية للسامية.
فالرضوخ لمطالب ومزاعم هذه المنظمة وتوفير الدعم والحرية في عملها , في مقابل تقييد عمل المناهضين لها والمتضامنين مع فلسطين والمناهضين لممارسات الاحتلال الإسرائيلي يهدد حرية الراي والتعبير في كندا ويدفع هذه المنظمات لممارسة المزيد من التشدد والتنمر ضد من يخالفهم الراي . فلو ان حكومة كندا وحكومات العالم مارست الضغوط على حكومة الاحتلال لما تجرأت هذه الحكومة على مواصلة سياسة القمع والقتل اليومي والعقوبات الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون وسرقة ارضهم لتعزيز الاستيطان اليهودي فوقها وضمها لاسرائيل .