الذكرى الخامسة وألأربعين ليوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني اتساع مساحة التاييد الدولي – جريدة مشوار ميديا
مقالات

الذكرى الخامسة وألأربعين ليوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني اتساع مساحة التاييد الدولي

سمير جبور

دعت الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1977 الى إعتبار يوم 29 تشرين الثاني من كل عام ( ذكرى قرار تقسيم فلسطين – القرار 181 الصادر عمام 1947) اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وقررت ان يتخلل هذه الذكرى من كل عام تنظيم معرض سنوي عن حقوق الشعب الفلسطيني بالتعاون مع بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة وتشجيع الدول الأعضاء على مواصلة تقديم اوسع دعم وتغطية إعلامية للإحتفال بهذه المناسبة .

وبمناسبة مرور 45 عاما على ألأعلان عن اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، نود أن نلفت انتباه ألأسرة الدولية بإن القضية الفلسطينية تمر في هذه الأيام بأخطر مراحلها، نتيجة لبعض المحاولات السافرة لتصفيتها ولا سيما مواقف الحكومات الأسرائيلية المتعنتة التي تواصل تجاهل جميع المبادرات السياسية والشرائع والقوانين الدولية ،وتمضي سلطاتها ألأحتلالية في ممارسات منافية لحقوق الأنسان، مثل مصادرة حق المواطن الفلسطيني في أرضه ومواصلة العمل على توسيع ألأستيطان ألأحتلالي، وهدم المنازل ولا سيما في القدس( في حي الشيخ جراح بالذات)، وتهويد المقدسات العربية وتشييد جدار العزل العنصري الفاصل وحرمان شعبنا من العيش بحرية وكرامة عن طريق الحصار اللانساني، وفي الوقت نفسه تستخف بعقول العالم عندما تدعو الفلسطينيين الى التفاوض من دون شروط ، في حين انها تضع هي كل الشروط المسبقة لبدء المفاوضات الخادعة وذلك كمناورة سياسية للتهرب من التزاماتها.

ان المعضلة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، والتي واجهها دائما وابدا تتمثل في عدم توفر اي نية لدى اسرائيل لتحقيق السلام العادل ، ولم تطرح اية حكومة اسرائيلية برنامجا جادا يحقق هذا السلام. وهي لا تطرح على الشعب الفلسطيني سوى مبادرات مجتزأة تطالب بالتسليم بالأحتلال وحقائق ألأمر الواقع، مفترضة انه سيرفضها، ثم تدعي بعد ذلك ان الفلسطينيين لا يريدون السلام. اذ إن جميع الحكومات الأسرائيلية تعمل على تطبيق برنامج واحد وضعته الحركة الصهيونية منذ بزوغها وهي لا تحيد عنه، ألا وهو الأستيلاء على فلسطين التاريخية وطرد شعبها منها لاقامة دولتها العنصرية. وهي مصرّة على تنفيذ هذا البرنامج طالما انها تحظى بدعم أعمى من الأدارات الأميركية وفي ظل تقاعس وعجز عربي مخجل وصمت رهيب ، بل وتطبيع مع بعضها على حساب الحق الفلسطيني.

وفي كل سنة يجري فيها احياء الذكرى السنوية ليوم التضامن الدولي تضيف اسرائيل حلقة جديدة الى مسلسل أعمالها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، منتهكة ابسط قواعد حقوق الأنسان، ولا سيما الحروب الموسمية التي تشنها على قطاع غزة مستخدمة اكثر اسلحة الدمار الشامل فتكا، وحصدت المئات من النساء والشيوخ وألأطفال، ولاسيما استخدامها الفوسفور الأبيض ضد أطفال فلسطين وتقرير غولدستون لأكبر شهادة دامغة على ذلك.

وفي الوقت الذي يلتزم فيه العرب بالقوانين والقرارات الدولية، ويعلنون حرصهم الدائم على ألأمن والسلام باعتبارهما استراتيجية واسلوب حياة، يكفلان مستقبلا افضل وعيشا كريما للجميع، وليس مجرد مناورات تكتيكية كما تفعل اسرائيل، فان الحكومات الأسرائيلية قاطبة تواصل اعتداءاتها، وتستمر في تجاهل ونقض سائر الاتفاقيات التي وقعت عليها او كانت طرفا فيها على مدى سنوات طويلة. ولعل اكبر دليل على تهرّب الحكومات الأسرائيلية من تحقييق السلام العادل، انها رفضت جميع الأيدي التي مدتها لها الدول العربية لتحقيق السلام ولا سيما المبادرة العربية . واسرائيل الصهيونية لم تترك فرصة من فرص السلام الا ورفضتها.

وفي هذه المناسبة نود أن نذكر المجتمع الدولي وألأمم المتحدة والولايات المتحدة والكتلة الأوروبية والرباعية وسائر دول العالم، ان الشعب الفلسطيني يستحق كغيره من الشعوب العيش في دولة فلسطينة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. ولتعلم حكومة نتنياهو -غفيران الشعب الفلسطيني

يواصل مقاومة ألإحتلال بشتى الطرق وهو يقدم الضحية تلو الأخرى وآلة الإحتلال تحصد خيرة ابناء الشعب الفلسطيني.

اننا نناشد المجتمع الدولي باسره وجميع منظمات حقوق الأنسان والمؤسسات المتضامنة معه، بان تعزز جهودها ونشاطاتها من اجل دعم وتعزيز نضال الشعب الفلسطيني العادل والتسليم بمواقفه الثابتة . وابرز هذه المواقف :

حق العودة الى وطنه الذي اقرته جميع القوانين والمواثيق الدولية وإنهاء الإحتلال لأراضيه اراضيه ،

– القدس يجب أن تكون عاصمة سياسية وثقافية لدولة فلسطين المستقلة

-ان للشعب الفلسطيني الحق، كل الحق، باقامة دولته الفلسطينية على الأراضي التي احتلتها اسرائيل في سنة 1967، كدولة كاملة السيادة وديموقراطية يعيش فيها الشعب الفلسطيني حياة حرة كريمة اسوة بسائر الشعوب، كما وأن الشعب الفلسطيني لا يهاب حل الدولة الواحدة اذا استمرت اسرائيل في رفضها حل الدولتين. وهو مصر على الحق في الأستقلال التام والسيادة الوطنية كاملة وغير منقوصة

– ممثلو الشعب الفلسطيني يطلبون تحقيق الأمن والطمأنينة والسلام في كل مفاوضات يتم اجراؤها. واذا لم يتوفر الأمن في جانب واحد لن يحظى الجانب الآخر به.

الشعب الفلسطيني المظلوم والمهضومة حقوقه هو باشد الحاجة الى دعم وتضامن قوى السلام. وفي هذا المجال فاننا نناشد الحكومات العربية ان تفتح اسواقها امام المنتجات والبضائع ألفلسطينية، لما يمثّل ذلك من تضامن حقيقي وعملي مع الشعب الفلسطيني بدلا من ان تفتح اسواقها امام منتجات الكيان الغاصب تحت ستار التطبيع المزيف .

إن حل القضية الفلسطينة هو مفتاح الحرب والسلام في العالم باسره. ولو عملت الولايات المتحدة واوروبا الغربية على حل القضية الفلسطينية بدلا من الرضوخ للاجندة الصهيونية بتدمير سوريا والعراق وليبيا وانفاق مليارات الدولارات على حروب لا مصلحة لأحد فيها سوى الحركة الصهيونية، ولو انفقت هذه الأموال الطائلة على حل المشاكل المستعصية في العالم وهي كثيرة بما في ذلك القضية الفلسطينية، لشهد العالم التقدم والأزدهار بدلا من القتل والدمار.

واخيرا، فان الشعب الفلسطيني يدرك أهمية التضامن من قبل منظمات وهيئات دولية تؤمن بعدالة قضيته. اذ أجمعت أهم المنظمات الدولية لحقوق الأنسان على عنصرية الحكومات الإسرائيلية وانتهاجها سياسة اضطهاد وتنكيل ضد الشعب الفلسطيني . وفيما يطمح الشعب الفلسطيني من خلال الدعم العالمي والتضامن مع حقوقه في تحقيق امانيه الوطنية، فاننا نأمل من الجميع مواصلة الدعم والتاييد، وألعمل على عدم صد اليد الفلسطينية الممدودة للسلام العادل، لان البديل سيكون وبالا على الجميع. وفي هذه المناسبة، فاننا نطلب السلام وألأمان لكل شعوب العالم كما نطلبه للشعب الفلسطيني. وقد اثبتت التجارب ان العالم لن يشهد الأمن والأستقرار والسلام، طالما ان الشعب الفلسطيني يعاني من العذاب والتشرد والحرمان . ومن هنا تاتي العبرة ليوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.

ومن تجليات اتشاع التضامن الدولي مع نضال الشعٍب الفلسطيني العادل اود ان اشير الىثلاثة امور:

أولا: التقرير الذي اصدرته منظمات حقوق الأنسان الكبرى الذي تحدث عن حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه الأساسية اذ ان هذا الحرمان هو بمثابة ممارسة ألفصل العنصري والاضطهاد، وهما جريمتان ضدّ الإنسانية.

ثانيا- اتساع حملات التاييد للشعب الفلسطيني على صعيد الراي العام العالمي والمطالبة الواسعة بانهاء الإحتلال من قبل الكثير من وسائل الإعلام والمعلقين والكتاب والمؤلفين في الغرب وعلى سبيل المثال ،اخص بالذكر الكتاب الذي وضعه مؤخرا الباحث الكبير جيروم سليتر استاذ العلوم السياسية في عدد من الجامعات الأميركية وفي جامعة حيفا ايضا . ويقع هذا الكتاب في أكثر من 500 صفحة وعنوانه “Mythologies

Without End” ا ويتسم بالموضوعية المتناهية ويلقي باللوم على حكام اسرائيل الذين احبطوا جميع مبادرات السلام من اجل تحقيق مشروعهم التوسعي. وقليلة هي الكتب التي تصدر في الغرب لا تتبنى الرواية الأسرائيلية .

ثالثا – تضامن الشعوب العربية مع الشعب الفلسطيني كما تجلي مؤخرا خلال المونديال في قطر والرفض القاطع للإستجابة لمراسلي وسائل ألإعلام ألإسرائيلية مما جعل هؤلاء المراسلين يصابون بخيبة امل باعترافهم انهم فوجئوا بمدى ” كراهية اسرائيل من قبل الشارع العربي”.كما اعترف البعض ان مشكلة اسرائيل ليست مع الحكام العرب وانما مع الشعوب العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى