بعد كشف اللقاء من قبل الاحتلال, إقالة نجلاء المنقوش من منصبها كوزيرة للخارجية الليبية بسبب لقائها بوزير خارجية اسرائيل

قالت مصادر بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، إن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، أقال نجلاء المنقوش من منصبها كوزيرة للخارجية، بعد لقائها وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في روما.
وتأتي هذه الإقالة بعد أن أقدم الدبيبة على إيقاف المنقوش عن العمل احتياطيا وأحالها للتحقيق، في حين دعت رئاسة مجلس النواب الأعضاء إلى جلسة طارئة تعقد بمقر المجلس في مدينة بنغازي، مساء الاثنين، لمناقشة ما وصفته بـ”الجريمة المرتكبة بحق الشعب الليبي وثوابته الوطنية” من خلال لقاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي.
وفي وقت سابق من صباح اليوم، قالت وسائل إعلام محلية ليبية إن المنقوش غادرت البلاد متجهة إلى تركيا، مؤكدة وصول طائرتها إلى مطار إسطنبول الدولي.
وقد دعت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي لتوقيع أشد العقوبات على المنقوش على خلفية اللقاء، فيما شهدت العاصمة طرابلس، فجر اليوم الاثنين، تظاهرة أمام مقر وزارة الخارجية احتجاجا على اللقاء.
وكشف مكتب وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، اليوم الإثنين، أنّ اللقاء مع وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، إيلي كوهين، كان بإذن من رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة.
وقال مكتب المنقوش تعليقاً على قرار إيقافها إنّ اللقاء مع كوهين كان بإذن من الدبيبة، وجاء بعد أن اجتمع الأخير في روما مع رئيسة حكومة إيطاليا، جورجا ملوني، الشهر الماضي، واتفق معها على ترتيب اللقاء مع الإسرائيليين.
كما أشار المكتب إلى أنّ الحكومة الإيطالية وعدت الدبيبة بتشغيل خط روما – طرابلس، مطلع الشهر المقبل، مقابل عقد اللقاء مع الإسرائيليين في روما.
ولفت المكتب إلى أنّ الدبيبة طلب من وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، نشر بيان تقول فيه إنّ اللقاء جرى عن طريق “الصدفة”، وذلك من أجل عدم فضحها له.
وأعلن مكتب الوزيرة أنّ الدبيبة أصدر قراراً بإيقاف الوزيرة عن العمل، بعد فضحه، مشددةً على أنّها تملك أوراق كثيرة ولن تسمح بأن تكون كبش فداء في موضوع نفّذته بطلبٍ من الدبيبة.
هذا وكشف قال مسؤول إسرائيلي لوكالة “رويترز”، إن اللقاء بين إيلي كوهين و المنقوش الذي عقد في إيطاليا الأسبوع الفائت، تم الاتفاق عليه مسبقا على “أعلى المستويات” في ليبيا، مشيرا إلى أنه استمر أكثر من ساعة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم، أنّ اللقاء بين المنقوش، وكوهين، كان “منسّقاً على المستويات الأرفع”، وتم التخطيط لنشر أمر اللقاء.
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ للحكومة الليبية “مصلحة في الاتصال مع إسرائيل”، لافتاً إلى أنّ هذا الأمر “يدفع علاقاتها قُدماً أيضاً مع الغرب”.
وبحسب صحيفة “هآرتس”، طلبوا في ليبيا من “إسرائيل”، حذف الإعلان عن اللقاء بين وزير الخارجية الإسرائيلي ونظيرته الليبية، “لكن الأوان كان قد فات”.
وقد انتقد قادة المعارضة الإسرائيلية، إعلان حكومة بنيامين نتنياهو عن الاجتماع، واصفين هذا العمل بـ “غير المسؤول”.
ووصف رئيس المعارضة، يائير لبيد، ما حدث بأنه “عمل غير احترافي وغير مسؤول وفشل خطير في الحكم”.
كما اعتبر وزير الدفاع السابق بيني غانتس، أن “العلاقات الخارجية لدولة إسرائيل هي مسألة حساسة وخطيرة” لا سيما مع الدول العربية، وأن نشر البيان الإسرائيلي يأتي “من أجل العلاقات العامة والعناوين الرئيسية وجاء دون أي مسؤولية أو تفكير”.
وطالبت رئيسة حزب العمل الإسرائيلي، ميراف ميخائيلي، كوهين بالاستقالة من منصبه، بعد أن أحدث تصرفه “ضررا غير مسبوق دمر حياة الوزيرة الليبية”.
يأتي ذلك فيما ليبيا منقسمة بين حكومة طرابلس برئاسة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، وحكومة أسامة حماد التي تعمل في الشرق بدعم من البرلمان والقائد العسكري خليفة حفتر.
يُذكر أنّ الحديث عن تطبيع ليبي محتمل مع “إسرائيل” ليس بالأمر المستجدّ؛ ففي عام 2021، أُشيع في الإعلام الإسرائيلي عن “محاولات إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وليبيا”.