أونتاريو تعلن حالة الطوارئ رداً على احتجاجات سائقي الشاحنات وقد تفرض غرامات باهظة والسجن لمدة عام
المحافظون يطالبون المحتجين برفع حصارهم رأفةً بالاقتصاد الوطني

أعلنت حكومة مقاطعة أونتاريو حالة الطوارئ رداً على احتجاجات قوافل سائقي الشاحنات ضد تدابير الصحة العامة التي تهدف للحدّ من انتشار جائحة ’’كوفيد – 19‘‘ والتي تسببت باضطرابات كبيرة في مناطق متعددة من المقاطعة في الأسابيع الأخيرة.
وجاء الإعلان على لسان رئيس الحكومة، دوغ فورد، في مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم فيما تتسبب الحركة الاحتجاجية في مواصلة إغلاق أجزاء من قلب العاصمة الفدرالية أوتاوا وتعرقل حركة المرور على جسر أمباسادور، أهم ممرّ تجاري بين كندا والولايات المتحدة، انطلاقاً من وندسور. وتقع أوتاوا ووندسور في أونتاريو.
وقال فورد إنه سيدعو مجلس الوزراء و’’يصدر على وجه السرعة أوامر من شأنها أن توضح بجلاء أنّ إعاقة حركة السلع والأشخاص والخدمات على طول البنية التحتية الحيوية وعرقلتها هما غير قانونيتيْن وتعرّضان من يقوم بهما للمعاقبة‘‘.
’’ويشمل ذلك حماية المعابر الحدودية الدولية والطرق السريعة من سلسلة 400 والمطارات والموانئ والجسور والسكك الحديدية. كما يشمل أيضاً حماية الحركة الآمنة والأساسية للخدمات الإسعافية والطبية وللمواصلات العامة والطرق البلدية والإقليمية وكذلك ممرات المشاة‘‘، أضاف رئيس حكومة الحزب التقدمي المحافظ في أونتاريو.
’’ستكون غرامات عدم الامتثال شديدة، مع عقوبة قصوى قدرها 100.000 دولار والسجن لمدة تصل إلى عام. كما سنمنح سلطة إضافية للنظر في سحب التراخيص الشخصية والتجارية لأيّ شخص لا يمتثل لهذه الأوامر‘‘، قال فورد.

لقطة من احتجاجات سائقي الشاحنات وسائر المتظاهرين ضد التدابير الصحية الليلة الماضية في أوتاوا.
الصورة: RADIO-CANADA / JEAN-SÉBASTIEN MARIER
وكان رئيس حكومة كبرى مقاطعات كندا بعدد السكان وحجم الاقتصاد قد تعرّض لانتقادات من أحزاب المعارضة لعدم بذله مزيداً من الجهود لإيقاف احتجاجات سائقي الشاحنات في أوتاوا التي تدخل اليوم عطلة نهاية الأسبوع الثالثة على التوالي.
واليوم وصف فورد الوضع في العاصمة الفدرالية بأنه ’’حصار‘‘.
إنه احتلال غير قانوني. لم يعد هذا احتجاجاً
وطلب فورد من سائقي الشاحنات المحتجين على إلزامية التطعيم ضدّ فيروس كورونا والمعارضين لسائر التدابير الصحية الهادفة للحدّ من انتشار الجائحة إزالة حواجزهم والعودة إلى ديارهم.
لكنّ حكومة فورد رفضت دعوة ثالثة للمشاركة في محادثات ثلاثية حول كيفية التعامل مع الاحتجاجات الجارية، قال موقع ’’سي بي سي‘‘ الإخباري (هيئة الإذاعة الكندية) نقلاً عن مصدر مطّلع.
فقد قال مصدر في سلطة أونتاريو، لم يكن مخولاً للتحدث علناً، لـ’’سي بي سي‘‘ إنّ حكومة فورد لا تعتقد أن محادثات ثلاثية تضمها إلى الحكومة الفدرالية وبلدية أوتاوا هي ضرورية لأنّ جميع مستويات الحكم الثلاثة ظلت على تواصل مع بعضها منذ بدء الاحتجاجات.
وتتواصل الاحتجاجات في اوتاوا ومدن اخرى فيما تغلق مئات الشاحنات الحدود البرية بين كندا والولايات المتحدة.
وحثت الزعيمة الانتقالية لحزب المحافظين الكندي، كانديس بيرغن، المتظاهرين على رفع حصارهم والعودة إلى ديارهم لتجنيب البلاد المزيد من الأضرار الاقتصادية.
ووجّهت بيرغن نداءها إلى سائقي الشاحنات وسائر المتظاهرين المحتجين على الإجراءات الصحية المتصلة بجائحة ’’كوفيد – 19‘‘ من مجلس العموم حيث كانت تلقي كلمة لإعلان دعمها لاقتراح مقدَّم من حزبها يطالب حكومة جوستان ترودو الليبرالية برفع القيود الصحية في كندا.
حان الوقت لإزالة الحواجز والشاحنات من أجل مصلحة الاقتصاد، لأنّ هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله. (…) الاقتصاد الذي تريدون إعادة فتحه يعاني
’’المزارعون وقطاع التصنيع والمؤسسات الصغيرة والأسر… جميعهم يعانون، ولا أعتقد أنّ هذا هو هدفكم. علينا جميعاً أن نعمل معاً‘‘، أضافت الزعيمة الانتقالية لحزب المعارضة الرسمية في ندائها إلى سائقي الشاحنات وسائر المتظاهرين المحتجين، مؤكدةً لهم أنّ ’’رسالتهم قد تمّ سماعها‘‘ وأنّ بإمكانهم الاعتماد على المحافظين كيْ يكونوا صداها في البرلمان.
وقالت بيرغن إنّ الوقت قد حان لحكومة جوستان ترودو الليبرالية لكي ’’تتبع البيانات والأدلة العلمية‘‘ مطالبةً إياها بخطة لإنهاء القيود الصحية الفدرالية بسرعة.
’’المقاطعات تفعل ذلك ويجب على الحكومة الليبرالية أن تحذو حذوها‘‘، أضافت بيرغن.
’’لقد استخدم رئيس الحكومة الجائحة لخلق انقسامات بين الكنديين ولوصم البعض. يجب وضع حدٍّ لهذا السلوك، يجب أن نعمل معاً لتحقيق الانتقال إلى مجتمع ما بعد الـ’’كوفيد – 19‘‘ في أسرع وقت ممكن‘‘، أضافت بيرغن مناشدةً المتظاهرين للعودة إلى ديارهم.
’’نؤمن بالعلوم والبيانات العلمية، لكننا نؤمن أيضاً بمواطنينا الكنديين‘‘، قالت بيرغن متوجهة إلى أعضاء مجلس العموم، مضيفةً ’’نعتقد أنهم قادرون على حماية أنفسهم بالطريقة التي يرون أنها ضرورية وليس من خلال اتّباع الحكومة بشكل أعمى‘‘.
لا يمكن التذرع بحجة العلم عندما يخدم فقط المصالح السياسية لرئيس الحكومة
لقطة من الاحتجاجات المتواصلة لسائقي الشاحنات وسائر المتظاهرين ضد الإجراءات الصحية في أوتاوا اليوم، ويبدو أحدهم حاملاً لافتة كُتب عليها ’’حرية‘‘.
الصورة: RADIO-CANADA / MICHAEL CHARLES COLE
وتتناقض دعوة بيرغن اليوم المتظاهرين لإزالة حواجزهم والعودة إلى ديارهم مع الموقف الفاتر لحزبها في الأسابيع الأخيرة إزاء السلوك والدوافع التي تحرّك سائقي الشاحنات وسائر المحتجّين الذين يعبّرون عن معارضتهم للإجراءات الصحية باحتلالهم العاصمة الكندية منذ أسبوعيْن.
وكانت بيرغن قد أظهرت دعماً علنياً لقوافل سائقي الشاحنات التي تحتل وسط أوتاوا.
ومنذ اختيارها زعيمة لحزب المحافظين الكندي لمرحلة انتقالية مساء 2 شباط (فبراير) الجاري بعد حجب نواب الحزب الثقة عن الزعيم إرين أوتول، لم تقم بيرغن باتخاذ موقف رسمي إزاء هذه الموجة من الاحتجاجات التي تستهدف حالياً الطرقات التي تربط كندا بالولايات المتحدة.
وأحد هذه الشرايين البرية المستهدَفة هو جسر أمباسادور البالغ الأهمية الذي يربط مدينة وندسور الكندية بمدينة ديترويت الأميركية والذي تمرّ عليه في الاتجاهيْن أكثر من 25% من حركة البضائع بين كندا والولايات المتحدة.
كما أغلق المتظاهرون معبر كوتس على الحدود بين مقاطعة ألبرتا وولاية مونتانا الأميركية ومعبر إيمرسون بين مقاطعة مانيتوبا وولاية داكوتا الشمالية الأميركية.
راديو كندا